إحياء عيد استقلال لبنان
إذا عدنا الى الوراء مئات السنين نجد أن لبنان كان تركياً إدارة وحكماً. ثم انتقلت هويته الى فرنسا إدارة وحكماً أيضاً، ومعاناته مرّ الاحتلالين ونيله بعد ذلك استقلالاً هشاً لم يدم طويلاً، الى أن فُرضت عليه فتنة مزّقت شعبه وأدخلته بحرب أهلية طاحنة، ما جعل العرب عبر جامعتهم الفاشلة يتخذون قراراً بفرض الوصاية السورية عليه، الوصاية التي شجعت «إسرائيل» على أن تحتل جنوبه ليصبح لبنان لبنانين: واحد تحت الوصاية السورية وآخر تحت الاحتلال الإسرائيلي. وبإزالة هذين الكابوسين دخل الشعب اللبناني في خلافات مذهبية وتدخلات خارجية مزّقته وفرّقت مكوناته وقسّمته في النهاية الى لبنان «حزب الله» ولبنان «القوات» و«لبنان التغيير والإصلاح» و«لبنان الكتائب» و«لبنان التقدمي الاشتراكي» و«لبنان الشيوعي اليساري» و«لبنان تيار المستقبل»، وكل لبنان منها له زعيمه المفدّى وله جيشه وعلمه ونشيده مع بعض الامارات و«الكانتونات» والمربعات والأقليات، فإذا بلبناننا نحن عبارة عن رقع، كل رقعة لها لونها ومذهبها وسياستها، فكيف لنا إذن ان نحتفل بعيد استقلال بلد ممزق مرقّع ينخر الفساد مؤسساته وإداراته وتحكمه السياسات الإقليمية والدولية؟! فعن أي لبنان تتكلمون وبأي استقلال سوف تحتفلون وتطبّلون؟!!
علي عبد الحسن مهدي/ الخيام
إحياء عيد استقلال لبنان
تعليقات: