وداعاً نائلة

المرحومة نائلة عبدالله وابنها عمر
المرحومة نائلة عبدالله وابنها عمر


كان لا بُد من توثيق هذه الأحاسيس والمشاعر الحزينة التي أشعربها وتترك في روحي أثاراً لا تُنسى .

إنها النهاية ،نهاية لرحلة عذابٍ استمرّت سنواتٍ معدودة حتى وصلت إلى قمتها في الشهرين الماضيين ،حيث فاقت الآلام والأوجاع كل احتمال حتى المورفين لم يعد يؤثر في إسكاتها ،الألم أصبح لا يحتمل .

لقد قضت الآلام على على الارادة القوية والأحلام والامال والصمود لم يعد يجدي ،لقد حلّ الاستسلام للقدر ،الاستسلام للّه عزّوجل ،،فقد حان موعد الرحيل ولا بُد من الاستعداد له ،انه الانتقال للحياة الثانية ،انها الجنة التي يعدنا الله بها ،يعد كل المؤمنين الاتقياء، كانت مؤمنة بالله وتقية وفيها كل الصفات التي يتمنى ان يتمتع بها الفرد ،انها فتاة متعلمة وواعية ،كانت تعمل مُدرِسّة تركت تلاميذها لأن المرض انتصر على ارادتها وعلى صمودها ورقدت في الفراش تنتظر اجلها المحتوم واصبحت تذوب كالشمعة واصبح يأكل فيه ويقضي على ما تبقى منه ومع هذا لا تترك الصلاة حتى وهي نائمة ولا تستطيع الجلوس ولا الحراك ،كل الوقت كانت تقرأ القرآن والادعية والبسمة لا تفارق محياها .

وداعا نائلة

وداعاً لطلّتكِ البهية

وداعاً لروحكِ الحلوة

وداعاً لوجهكِ الباسم

لن أنساكِ

ما زالت الصور التي جمعتنا في الصيف الماضي في شبعا

ما زالت بحوزتي

انظر اليك وادعو الله ان يسكنك فسيح جنانه

لقد تركتِ ابنك ،ابن الثمانية اعوام

انه يحتاج اليكِ

تركته ِلتلتقي بوالدكِ

يا أحلى والدةً كنتِ

وانتِ تتألمين ،كنتِ حريصة أن يذهب في رحلة المدرسة وربما عند عودته تكوني قد رحلتِ

كنتِ حريصة ان يتم فروضه ودروسه حتى آخر لحظة

وداعاً نائلة

لم يسمحوا لي برؤيتكِ للمرة الاخيرة

من شدة تأثري عليكِ

منعوني من رؤيتكِ

لكن صورتكِ في عقلي ومخيلتي

منذ رقدتِ بالفراش

رحلة هانئة إلى الجنة ،

يا نائلة

ستبقي ذكرى

لن ننساكِ

(كُتبت الساعة الثالثة والنصف دون ان اعلم انها رحلت عن صلاة الظهر،وداعاً نائلة)

....

..

بطاقة تعريف:

نائلة هي إبنة المرحوم تيسير عبدالله، إبن كفرشوبا، الذي عاش في الخيام لمدة طويلة في السبعينيات.

وقد تزوجت نائلة من علاء عبد العال الإبن البكر للمربي حسين عبد العال، الذي عاش أيضاً سنوات طويلة في الخيام يمارس التعليم في ثانويتها، وتزوج من إحدى فتياتها وهي عفاف عواضة (أم علاء).

تعليقات: