عاشوراء
كنت صغيرة، عندما رأيت لأول مرة مسيرةً شبابية تمر ّمن أمام بيتنا في الضيعة، وهي تضرب بالجنازير على الظهورها ويسيل الدم منها، لم أفهم يومها لِما يفعلون ذلك.. يجرحون أنفسهم ّويتألمون.. وبعد أن كبرت وتكرّر المشهد كل عام فهمت أن ذلك مؤاساة لما حلّ بالإمام الحسين (عليه السلام) الذي من أقواله:
"
لا أبالي إن وقع الموت علينا أم وقعنا عليه !
هيهات منّا الذلة !
"
لقد رفض الظلم والفساد المستشري في ذلك الزمان مختاراًالسلة على الذلة رفض المبايعة لشخصٍ غير كفءٍلإدارة شؤون الأمة الإسلامية ،
أستشهد الحسين(ع)وباستشهاده مع حوالي مائة من أصحابه ،نهض الحق من تحت الرماد ومع مرور السنين ما زالت عاشوراء تنبت في كل مكان مقاومات ترفض الذل والتسليم بالامور والاستسلام .
كل عام وانا اراقب عشرات الآلاف مجتمعة في ملعب الراية وهي رافعة أيديها مبايعة سيد المقاومة وحناجرها تصدح لبيك ياحسين – لبيك ياحسين
إن ذلك لمؤثر جداً.
عاشوراء معنى وقضية ،عاشوراء موقف وخيار،عاشوراء قيمة وقدوة،
علينا الإ قتياد بمسيرة الحسين(ع)،إنها طريق الإنسانية والعدالة ،ما معنى ان يموت الإنسان من العطش ويُحرم من الماء والنهر بقربه وخاصة إذا كان رضيعاٍ،ما معنى أن يُقتل الإنسان وهو يدافع عن الحق والعدالة .
من منّأ لا يستلهم من عاشوراء هذه القيم ،ولكن حذار من الإنغماس في سرد القصص الخيالية التي يتطرق إليها البعض لإستنهاض الحس الحسيني للضرب على أوتار الشعورالحزين واستدرار البكاء ،فلتكن مجالسنا خطباً ذو مستوى من الوعي الذي يثقف الحضور ويزرع فيهم الثبات على هذه القيم الحسينية التي كان يتمتع بها أئمتناوخاصة الإمام علي (ع)الذي كتبت عنه المجلدات .
لندافع عن إسلامنا وندعو إلى تقريب المذاهب من بعضها البعض لتصب في طريقٍ واحد،ألا وهو طريق رسول الله (ص).
أعاد الله عليناعاشوراء كل عام وعظم الله اجوركم واجورنا وإلى مزيد من انتشار طلاب الحق والعدالة .
تعليقات: