الحسين الإمام والثائر
كم كان جميلا ًأن نمجّد الحسين بعملٍ يليق به في هذه الذكرى العطرة.
أنا لست سلمان رشدي كي أخاف أن يُهدر دمي أو أن أرجم حتى الموت.
إنّ الطائفة الشيعية قد تبنّت أن تبكي الحسين الى الأبد، وتطور طريقة الّلطم سنة بعد سنة، وتنظّم المسيرات الكربلائية طيلة هذه المدّة. نحن الشيعة وكأنّ الزمن قد توقف بنا عند هذا التاريخ العاشورائّي، الذي مضى عليه قرون وقرون، لم نزل كما وكأنّ الحسين بالأمس قد قتل ودمه لم يجف حتى الآن. أو أن أسأل عن هذا الواقع التي تعيشه الطائفة الشيعية دون سواها على كامل الكرة الأرضية وما هي عليه الآن من فقر وجهل وعبودية، من قبل زعماء هذه الأمّة ومن قوى أخرى، انتقلت من زمن الى زمن بالعلم والمعرفة. وها هي الدول المتطورة تدق الآن باب السماء بما وصلت اليه من تقدم علمي، ونحن كما نحن لم نزل منذ ذاك الزمن لم نقدّم شيء يرضي الحسين بوسيلة غير الّلطم والبكاء.
ألا يجدر بالحسين حبيب الله أن نقدّم له في كل عام وفي هذه الذكرى بالذات شيئا يستحّق الذكر ، مثلا أن نصنع طائرة نحن بأيدينا ونطلق عليها إسم الحسين رقم واحد وفي مناسبة ثانية أيضا نصنع جهاز ضغط يحمل اسم الحسين أو ميزان حرارة وهو من أبسط الصناعات في يومنا هذا. لكن للأسف، ماذا قدّمنا لأنفسنا وماذا قدّمنا للحسين غير الّلطم والبكاء؟ أفلا يستحق المقاتل الذي يدافع عن ثورة الحسين أن يكون على كتفه بندقية قتالية ايضا صناعة ذاتية.، وتحمل إسم الحسين لا إسم كلاشنكوف أو إسم سيمينوف أو إسم داكريوف أو صاروخ كاتيوشيا، والى ما هنالك من أسماء تمجّد صانعيها.
لا يمكن لنا ان نحافظ على ثورة الحسين ونستمر بها إلاّ إذا كنّا أقوياء، ولا يمكن لنا أن نكون اقوياء إلاّ اذا كنّا موجودين على الساحة الدولية ومع الآخرين، وتكون لنا قوة ومعرفة خاصة بنا وليست مستوردة من الخارج.فهذه المدّة الزمنية التي مرّت بها هذه الأمة منذ مقتل الحسين حتى يومنا هذا، لم تكن كافية لنا كي نكون كما الآخرين متطورين ثقافة وعلما. فعلينا أن نتطور أولا ً بكل شيء ومن ثم نطوّر طريقة الّلطم والبكاء، التي هي أيضا ً تُزعج الحسين. إنّ الحسين لهو أكبر من رمز، فهو زمنٌ مضيء وتاريخ دائم.
تعليقات: