وطني.. لعابك دمى!

وطنى لعابك دمى
وطنى لعابك دمى


ترى هل يسكن وطني بداخلي

أم أسكن أنا فى عروقه

ترى هل خريطته ولادتي

أم كياني وجوده

ترى هل اتدلى من أغصانه

أم تنبت جذورى من ضلوعه

وطنى فى كؤوس نبضاتى أسكبه

وفى عرق الوريد أحقنه

وتحت مسامات الخلايا أخبأه

وبين الأرض والسماء أرسمه

وطنى الذى وهبنى تاريخى من مولده

وغفت طفولتى فوق سطور هويته

وطنى الذى أقيم دوما فوق شمسه

وأقضم لذة الحرية من شفاه ضوءه

وألعق سكر الإنتماء من دبق ثغره

وطنى الذى أرتشف الكرامة من رئته

ومن قراميد نجومه شيدت بيتى فى أحشاءه

وكتبت سنوات عمرى الجميلة من لعابه

هذا الوطن الذى قبل أن أولد من صرة عشقه

قد حلمت أننى فوق سنابل الكواكب أتلو نشيده

هذا الوطن الذى عجنت من لزوجة حنانه

وعرفت بأننى لولاه لما خلقت من رماله

وطنى وإن سجدت له قليل على ترابه

وإن رويت أوردته دمى لا أكفيه كؤوسه

وإن وهبته شهادتى فأنا أحيا من نبضه

وطنى الذى إن تركت ملامحه تسرق

فلا أستحق أن أحمل فوق أجنحة القدر إسمه

..

هدى عبد الامير صادق

* كاتبة فى جريدة الصباح الكويتية.....

تعليقات: