خزانات مليئة بزيت الزيتون في حاصبيا
«قرار الحكومة القاضي بشراء 50 ألف صفيحة زيت لا يحلّ الأزمة»
تحت شعار "إيجاد حلّ لمشكلة تكاد تصبح مرهقة"، أطلقت، وبدعوة من "هيئة تنسيق مرجعيون - حاصبيا"، في "منتدى التنمية اللبناني" أمس، حملة واسعة بهدف دعم زراعة الزيتون بشكل عام، وتصريف إنتاج زيته بشكل خاص، بعدما بات كساد تلك المادة ينهك المزراع ويوقعه في خسائر فادحة ينوء تحت ثقلها.
الحملة التي تعتبر الأولى من نوعها في حاصبيا والمنطقة الحدودية، ستكون بالتنسيق والتعاون مع كافة الجمعيات والتعاونيات الزراعية، ومختلف الهيئات النقابية، إضافة إلى المزارعين وأصحاب المعاصر والعاملين في القطاع. وكان باكورة الاتجاه المطلبي، اجتماع موسع للجمعيات التعاونية الزراعية، عقد في مبنى بلدية حاصبيا، بحثت خلاله خطة تحرك واسعة، لتوضيح ما آلت إليه زراعة الزيتون بشكل عام، وكساد الزيت بشكل خاص، وما يسببه ذلك من سلبيات على تلك الزراعة، بعدما بات المزارع عاجزا عن الاعتناء ببساتينه لجهة الحراثة والتقليم ومكافحة الأمراض، وبعد الخسائر التي تكبدها بسبب كساد موسم العام الفائت، والتي ستتضاعف حتما مع كميات زيت الموسم الجديد والذي تعجز الخوابي وغرف المونة عن استيعابه. وخرج المجتمعون بعدة توصيات، منها، "إقامة ندوات ومؤتمرات صحافية حول مشاكل ومعاناة القطاع، لطرحها مع الجهات المعنية، وصولا إلى السلبية في حال الفشل".
سامي الصفدي أحد أعضاء الهيئة الإدارية في "المنتدى اللبناني"، أوضح أن "الحملة جاءت بعدما تفاقمت وبشكل خطر مشاكل قطاع الزيتون، حيث بات موسمه همّا بعدما كان نعمة، فشعوراً منا بالضائقة المالية الخانقة التي تضرب العاملين في القطاع، وحرصا على تلك الزراعة، عنوان الصمود في مناطقنا الحدودية، وبعدما تخلت كافة الجهات المعنية أو عجزت عن حل مشاكله ومساعدته، كان لا بد لنا من التحرك وبشكل واسع، علّنا نصل إلى وسيلة لمساعدة المزارعين عبر خطة علمية شاملة، تبدأ بمدّ يد العون إلى البستان والشجرة، وصولاً إلى تصريف الإنتاج". ولفت إلى لقاءات مع مسؤولي التعاونيات الزراعية، وعددها حوالى 45 تعاونية في حاصبيا ومرجعيون، ومن ثم عقد اجتماع مع أصحاب المعاصر البالغ عددها 35 معصرة، إضافة إلى لقاءات مع المزارعين. أضاف: "توصلنا إلى أفكار هامة وطرق ناجعة للمعالجة، بعدما تبين أن في منطقة حاصبيا بحدود 70 ألف صفيحة زيت من العام الماضي و180 ألف صفيحة من الموسم الحالي، في وقت أشارت دراسات عدة للتعاونيات أن كلفة صفيحة الزيت تتراوح بين 50 و60 دولارا أميركيا، مع احتساب كلفة الحراثة والمبيدات والتقليم والقطف والنقل، وأجرة العصر، وتذكر تلك الدراسات أن نسبة تصريف إنتاج العام الماضي لم تتحاوز حدود الـ 50 في المئة، لتنحفض في العام الحالي إلى أقل من 15 في المئة، ما يعني أن كميات كبيرة لا تزال في الخوابي بدون أن تبدو في الأفق أي بوادر حلول سريعة".
ورغم كل المراجعات والزيارات والمناشدات إلى الزعماء، والسياسيين، والنواب، وأصحاب الشأن، وصولاً إلى السفارات الأجنبية، إلا أن الأمور لم تتغير، والزيت لا يزال ينتظر من يشتريه قبل فوات الأوان، وتعلن مطالب المزارعين خلال مؤتمر صحافي السبت المقبل، يلي ذلك لقاء مع الرئيس نبيه بري، ووزير الزراعة حسين الحاج حسن، إضافة إلى لقاءات مع نواب المنطقة. ويعلق نائب رئيس "الجمعية التعاونية للزراعات البعلية والزيتون وتربية الشتول والنحل في حاصبيا ومنطقتها" نهاد أبو حمدان، على قرار الحكومة بشراء 50 ألف صفيحة زيت بالقول: "إنها انطلاقة جيدة للحكومة، ولكن هل مثل هذه الكمية كافية لرفع الظلم عن المزارع، علما أنها سوف توزع على كافة المناطق اللبنانية، ما يعني أن كل مزارع هنا يمكنه تصريف صفيحة واحدة في أحسن الأحوال، ولذلك نجد أن القرار على أهميته لا يحلّ المشكلة والمطلوب استيعاب كامل الموسم".
تعليقات: