سناء حسين عبدالله - المرشدة التي قالت وداعا

المرشدة الإجتماعية سناء حسين عبدالله
المرشدة الإجتماعية سناء حسين عبدالله


مساء تلك الليلة الباردة من ليالي كانون، جثم حكم القدر ثقيلا من غير استئذان غير عابئ بهول الصدمة، مقتحم سكون عائلة مكابدة صابرة، فكان الوقع أعمق، والصدى أجزل، والمصاب أجزع، والجرح أغزر.

سنى . . . ، قلتي وداعا من غير أن تتكلمي، وأشحتي بوجهك البريء عن دنيانا من غير تأسٍ على ما تركتي، هل كانت هذه هي حكمتكِ من الرحيل بصمت الكبرياء، والترفع من غير غلواء المباهاة.

تحملتي آلامك بتجلد الهمم العالية، وسكـّنتي أوجاعك بتصلب القمم الشمّ، فهزمتي المرض على شراسته، وقهرتي الوهن على استفحاله، فكنتِ أنتِ القوية رغم الضعف، وكنتِ أنتِ الجبل الصلد رغم الأنين والعذاب.

سنى......، تجرعتي اليتم وردة لم تبلغي العاشرة، فتعاليتي على كآبة الواقع، وتغلبتي على نرجسية الواقع، ومضيتي لرسم خطاكِ على دروب الزمان، غير آبّهة بنميمة محفل هنا، أو تشدق ملتقى هناك.

سنى ....، سيفتقدكِ كبار السن في خيامكِ الثكلى، فكنتِ بلسم حياتهم الرتيبة، ومهجة أيامهم الكئيبة، منحتِهم الأمل بعد الملل، والرجاء بعد النكران، فتعلقوا بكِ، وأصبحوا يتلهفون للقياكِ السمح ولوداعة ثغرك الباسم دوما معهم، فتبادلوا وإياك رياحين الحب وزنابق الوفاء، فإلى جنة الخلد مثاوكِ، مع النبيين والصديقين، وحسنوا أولئك رفيقا.

الحاج/ أحمد مالك عبدالله

----------------------------------

تقام ذكرى الأسبوع يوم الأحد الموافق 18 الجاري في حسينية بلدتها الخيام عند التاسعة والنصف صباحتً.

تقبل التعازي في منزل الفقيدة في بيروت حي الأبيض مقابل ثانوية القديس يوسف بناية شيت - الطابق الثالث، أيام الإثتنين والثلاثاء والأربعاء 19 و20 و21 الجاري

Ahhmad59@yahoo.com

سجل التعازي بالمرحومة سناء حسين عبدالله

تعليقات: