الولد الصالح والولد الطالح
الولد الصالح هو نبع من الماء العذب الذي ينساب على الأرض، شاقاً طريقه في السهول والوديان، فتنهض مخضرّة ، والأشجار تعطي ثمارها ،إنها نعمة الله التي لا تُقدر بثمن ،إنه الروح التي تحوّل الطبيعة إلى بساتين من الورود والأزهار والأثمار المفيدة .
إنه العطاء ،هبة من الله الخالق عندما ينعم على أحدهم بأن يجعل له ولداً صالحاً وكأنه يبني له مكاناً في الجنة، فيسعده الله في الدنيا والآخرة .
الأولاد كالثمار ، منها الشهي جداً، ومنها الذي تُخدع بمنظره وعندما تتذوّقه تجد طعمه غير لذيذ،أو أن الدودة أكلته من الداخل ولم يبق منه إلا المنظر الخارجي .
كم من الناس أنعم الله عليهم بأولاد صالحين يقدرون عطاءات أهلهم ويعرفون ما معنى أن يتخلى الأهل عن كل شيء ،ولم يعد يهمهم سوى تعليم وسعادة أولادهم وراحتهم وتأمين حاجياتهم حتى على حساب الصحة والسعادة والعمر.
أعرف أمهات ٍتخلوا عن حياتهم وسعادتهم ،هم فقط يعيشون سعادة أولادهم ،وعندما أصبح الولد كبيراً ، نبُت له جناحين فطار إلى البعيد البعيد دون أن يلتفت إلى الوراء،لفتة ً واحدة حتى ولو بتحية أو سؤال .
..
الولد الطالح هو كالبركان الذي لا تخمد ناره ،بل كل مدة ينفث ناراً ملتهبة مخلِفاًرماداً بركانياً يؤذي السكان القريبين منه ويسري رماده على الاراضي والسهول مسبباً اليباس وضرراً للطبيعة الخضراء،وكم من أولاد كانوا سبباً في شقاء وعذاب أهلهم ومع ذلك الأهل يسامحوهم .
هؤلاء الأولاد الغير صالحين ،لا ينظرون إلى تضحيات أهلهم بل إلى الأخطاء أو السيئات إذا كان من سيئة أو خطأغير مقصود .
في إحدى المرّات رأيت في عيون أحد الأشخاص حقداً لا يوصف على أمه وأقرّ إنه لو توفيت، سوف لا يمشي بجنازتها لأنها برأيه كانت إلى جانب إخوته عندما قسّموا التركة بعد وفاة الوالد ،وهو إعتبر أن هذه القسمة مجحفة بحقه .
من يُصدق ! أن الأم التي أنجبت وسهرت الليالي في تربية إبنها الذي تخاصم معها بسبب الميراث ،أنه في حرب تموز وبعد أن سقطت قذيفة بالقرب من بيتهم وانتشر الدخان والشظايا في بيتها نادت إبنها الذي يسكن في الطابق الثاني كي ينجدها في تلك الساعة الرهيبة من الخوف والجزع ،فلم يجيبها ،وصّم أذنيه عن سماعها ،من يُصدق ذلك ؟؟
ألم يستمع لكلام ربه وكم أوصّى بالأم !
هناك شواهد كثيرة على الأولاد الصالحين الطالحين .
برأيي من يكون قريباً إلى ربه يكون قريباً إلى أهله وسنداً لهم.
حمى الله الأولاد الصالحين وهدى الله الاولاد الغير صالحين.
تعليقات: