طالبة الجامعة الأميركية سلوان أبو سالم
بدأت القصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "سلوان أبو سالم طالبة في الجامعة الأميركية في بيروت وعمرها 19 سنة، خطفت خارج مساكن الطالبات وعثر على هاتفها الخليوي في طرابلس. يرجى ممن يعرف عنها شيئاً الاتصال بالرقم...".
انتشر الخبر سريعاً، وصار الكل قلقين على مصير الشابة، ولا سيما في ظل تجارب حديثة غير مشجعة. كتب الصحافي ميشال أبو جودة يوم عودته من الخطف إبان الحرب الأهلية ما مفاده ان قصصاً مماثلة غالباً ما تنتهي بحل من اثنين: يعود المخطوف ولا تعرف القصة، أو تعرف الحكاية ولا يعود الراوي. في حال سلوان أبو سالم، عاد "المخطوف" وعرف جانب من الرواية، التي بقيت حتى ساعات ليل أمس مدار أخذ ورد وسؤال بلا جواب حاسم، على رغم ترجيح السبب المالي خلف عملية الخطف، بعدما أرسل الخاطفون رسالة من رقم أبو سالم الى هاتف صديقتها، ورد فيها طلب "فدية خمسة ملايين دولار... وعدم إبلاغ الشرطة".
وفي حين أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن "الفتاة الفلسطينية سلوان بسام أبو سالم (مواليد 1993) والدتها سلام بروم، اختفت في ظروف غامضة من الجامعة الأميركية في بيروت ولم تردّ على اتصالات ذويها، فتكثفت التحريات والاستقصاءات بناء على توجيهات وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وبإشراف مباشر من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، الى ان عثر عليها وهي الآن في مبنى مفرزة حلبا للتحقيق معها بناءً على إشارة القضاء المختص"، وتبين وفق التفاصيل التي حصلت عليها "النهار"، ان أبو سالم (طالبة الهندسة الميكانيكية في الجامعة) اختفت قبل يومين بعدما أبلغت أصدقاءها في الجامعة، انها ذاهبة لإحضار بعض الطعام. طال الغياب ولم تفلح محاولات الأصدقاء والعائلة الاتصال بها، فتقدم ذووها ببلاغ الى مخفر حبيش. وفي رواية أبو سالم لدى التحقيق معها في مفرزة حلبا قبل ظهر امس، كشفت ان شخصين يستقلان سيارة أجرة خطفاها من خارج المدخل البحري للجامعة في منطقة عين المريسة (صعدت معهما في السيارة بعدما هددها راكب المقعد الخلفي بمسدس)، ونقلاها الى محطة شارل حلو، ومنها بالباص الى ساحة النور في طرابلس، حيث غاب أحد الخاطفين قبل ان يعود وهو يقود سيارة لا تذكر مواصفاتها، بينما قام الثاني بأخذ بطاقة ائتمان أبو سالم واستحصل على رمزها السري من هاتفها الخليوي، وأجبرها على سحب 20 ألف ليرة من الصراف الآلي.
وتابعت أبو سالم روايتها للعملية بالقول إن الخاطفَيْن نقلاها بالسيارة الى المدخل الشمالي لمخيم نهر البارد، حيث طلبا منها ان تدخل بنفسها المخيم حيث سيلاقيها شخص آخر. واللافت وفق رواية التحقيق ان أبو سالم اضطرت الى عبور نقطة للجيش اللبناني على أطراف المخيم، ولما تبين للمشرف على الحاجز ان الشابة تحمل وثيقة تعريف فلسطينية، سمح لها بدخول المخيم من دون ان تفصح له عن التهديد الذي تتعرض له، و"أقامت" داخل المخيم في بيت مهجور ما زال يحمل آثار المعارك بين الجيش و"فتح الاسلام"، "يحرسها" شاب غير الخاطفَين. ووفق رواية أبو سالم، لم يعاملها أي من الخاطفين بالشدة، ونجحت في الهروب من المنزل المهجور فجر أمس بعدما أيقظها آذان الفجر، لتجد "خاطفها" الوحيد غارقاً في نومه، فهربت الى خارج المخيم حيث استقلت باصاً الى طرابلس، وأمضت ساعات متنقلة في أماكن عدة، لتذهب قرابة الظهر الى سرايا المدينة، وتطلب رقمها الخاص من هاتف أحد الحراس، علماً ان هاتفها الخليوي كان أصبح في حينه في عهدة الشرطة القضائية، بعدما عثر عليه أحد الأطباء القاطنين في المخيم، متروكاً على سيارته.odhl ],j ;,l
اللافت في قصة أبو سالم ان مصير الشابة التي انتقلت بعد الظهر من حلبا الى مخفر حبيش حيث قدّم بلاغ البحث عنها، كان الإدعاء عليها – وفق مصادر أمنية متابعة - بناءً على اشارة النيابة العامة في الشمال، مع عدم اقتناع القوى الأمنية والقضاء بالرواية التي قدمتها، واعتبارها مختلقة أو تخفي جوانب أخرى، علماً انه كان من المقرر ان يتسلمها ذووها مساءً من مخفر حبيش بناءً على ادعاء النيابة العامة، مع الاشارة الى ان أياً منهم لم يكن "على السمع" للتعليق على الموضوع.
طالبة الجامعة الأميركية سلوان أبو سالم
سلوان أبو سالم - 2008
الجامعة الأميركية في بيروت
تعليقات: