توقّعات المنجّمين للسنة الجديدة صدفة أم حقيقة!

مواطنون في الاسواق... ماذا ينتظرون في السنة الجديدة.
مواطنون في الاسواق... ماذا ينتظرون في السنة الجديدة.


توقّعات المنجّمين للسنة الجديدة صدفة أم حقيقة!

مواطنون لا يؤمنون بالتنجيم لكنهم يصدّقون الاحتمالات

مع اقتراب السنة الجديدة تتسابق المحطات التلفزيونية للاعلان عن حلقة خاصة بمنجم معين، تختاره وتدّعي بأنه الأكثر إلماما في علم الغيب، وتسوّق لتوقعات كثيرة في جعبته تكون بالنسبة الى كثر الوجبة الأساسية على مائدة رأس السنة قبل الاحتفال بوداع سنة واستقبال أخرى.

تسجيل الحلقة يشكّل حلا لمدمني التوقعات يعودون اليها في كلّ مرة يقع حدث معيّن، مظهرين اندهاشهم أمام براعة المنجم وموهبته. أكاد لا أنسى كيف كانت زوجة عمي تعيد الاستماع الى تسجيل لتوقعات ميشال حايك أمام كلّ انفجار أو حدث حتى أفسدت الشريط وبكت على أطلاله. هكذا تتوقف بالنسبة الى العديد من الاشخاص دورة الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية على توقعات هؤلاء "الملهمين"، متناسين أن الاغتيالات والكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية والسياسية والحروب هي حوادث متكررة سنويا منذ فجر التاريخ، فما هو الجديد في توقعاتهم؟ وتبقى العبرة الأكبر في دهشة مقدّم البرنامج الذي يحصل على حصّة من التوقعات الخاصة به في نهاية الحلقة، مع الاشارة الى أن مشهد "الوجه المندهش" يتكرر في الليلة عينها على أكثر من محطة وكأنه جزء من الفولكلور الضروري الذي يعزز صدقية المنجم ويحوط توقعاته بهالة من الجدية!

ان الاعتقاد بتوقعات المنجمين وتصديقها مسألة نسبية، فمن الناس مَن يصدّقها ويتأثر بها، ومنهم من يعتبرها سخيفة وخرافية. لكن كون توقعات رأس السنة حالة سنوية متكررة في مجتمعنا، جالت "النهار" بين المارة في وسط بيروت، لتسألهم عن المكانة التي تحتلها التوقعات في تحضيراتهم لاستقبال السنة الجديدة.

جلس حكمت مع احدى الشابات على احد المقاعد الخشبية المنتشرة في وسط بيروت، يشربان القهوة، فيما يدقّق هو في خريطة بين يديه. رسم سؤالنا عما اذا كان يصدّق التوقعات بسمة ساخرة على وجهه، موضحا أن توقعات المنجمين بالنسبة اليه "هي من الأمور الخرافية، ومن الأفضل للفرد أن ينتبه الى نفسه وبيته وعمله بدل تضييع وقته بها". أضاف مؤكدا: "لا تهمني توقعات أي منجم لأنني أشعر أنهم يكذبون على الناس وأفضل بدل الاستماع اليهم أن أطالع كتابا أو أن أقوم بعمل يفيدني ويملأ وقتي بما ينفع".

لداني الحلو، سنة أولى Graphic Design، موقف معاكس لحكمت، "فأنا أستمع الى التوقعات وأركز في شكل خاص على توقعات ميشال حايك، ربما لأنه معروف أكثر وتوقعاته باتت مشهورة". مشيرا الى أنه لا يؤمن بهذه التوقعات "ولكنني أصدق بأنها قد تقع. لا أتذكر حوادث توقعها حايك وتحققت، لكنني سوف أنتظره هذه السنة كما في الأعوام السابقة اذا لم يكن عندي دوام عمل طبعا".

صدفة أم حقيقة؟

"كذب المنجمون ولو صدقوا" بتأكيد شديد ردّد محمّد عيتاني هذه الكلمات مفضلا عدم التقاط الصور له لأنه في دوام عمله. واستطرد موضحا "أنا لا أصدقهم لكنني أتابعهم دائما..."، وسكت فجأة عن الكلام المباح بعدما تلعثم بكلماته الأخيرة لدى خروج مديره من عمله بنظرة حادة وحاجبين معقودين.

في السوق جلست رشا مع صديقتها مايا بركات لتبادل أطراف الحديث وبدت مواقفهما متقاربة نوعا ما، اذ بادرت رشا بالاجابة: "طبعا أستمع الى التوقعات لكنني لا أعتقد انها مقنعة كثيرا لأن منها ما يتحقق ومنها ما لا يتحقق، كما أن لا أحد يعلم في علم الغيب وما الذي سيحصل لاحقا". أضافت "لا أنتظر التوقعات من سنة الى أخرى لكنني أستمع اليها في حال صادفتها على التلفزيون، وأذكر جيدا لدى استشهاد الرئيس رفيق الحريري كيف أن كل الناس تذكرت توقع ميشال حايك بوقوع الانفجار، شعرت حينها أن توقعاته صدقت فبتّ أستمع اليها وأنتظر ما اذا كانت ستتحقق أم لا".

وأوضحت مايا أنها تشاهد حلقات التوقعات، "لأنني أحب الاستماع اليها وأنتظرها من سنة الى أخرى، وأستمع الى حايك لأن توقعاته تصدق أكثر من غيره، واستشهاد الحريري هو أحد الأدلة على ذلك". أضافت: "لا أخاف من توقعاته مهما كانت لأنها في النهاية أمور ستحصل وهي مكتوبة ومقدّرة".

أما وسيم الدكتور في الجامعة اللبنانية فأكد أنه لا يصدق التوقعات التي يطلقها المنجمون ولا أعتقد أنهم يملكون موهبة من عند الله لتوقع المستقبل. قد أستمع الى توقعاتهم من طريق المصادفة لكنني لا انتظرها من سنة الى اخرى. كثر يعتبرون أن الحوادث التي يتوقعها المنجمون وتقع فعلا تشهد بأن توقعاتهم صحيحة، لكنني أجد أن صدقهم في التوقع يتم من طريق المصادفة لا أكثر، أو عبر تركيب الحدث على توقع غامض".

وأبدى مصطفى صبرا موقفا مشابها، اذ قال: "أستمع الى التوقعات من طريق المصادفة، طبعا في حال كان أحد يستمع اليها، لكنني لا أصدقها على الاطلاق. يدعي المنجمون بأن قدرتهم على التوقع هي موهبة من عند الله لكنني لا أرى بأن ذلك صحيحا، فكل الحوادث التي تقع وتتطابق مع توقعاتهم تتم من طريق المصادفة لا أكثر".

تعليقات: