الندم بعد طلب الطلاق
أدعو كل زوجة على وشك الطلاق أن تعمل مقارنة بسيطة بين بيت زوجها (بمشاكله وهمومه وآلامه ) وبين بيت أهلها حين تعود إليه مطلقة:
الزوجة المطلقة .. إذا عادت إلى بيت أبيها وأهلها الذي فارقته قبل سنين ستشعر بأنها غريبة بين أهلها.. وكأنها ضيف جديد حلّ بهم..
بخلاف بيت الزوجية حيث أنها لم تكن تشعر فيه بالغربة مطلقا.. لأنه بيتها وبيت أطفالها !!
فرق كبير بين بيت الزوجية الذي تكون فيه هي السيّدة الآمرة الناهية وهي المسؤولة عن كل شيء فيه، وهي صاحبة القرار الأول والأخير في ترتيبه وتنظيم شؤنه.. ولها مطلق الحرية في الحركة والتنقل والتصرف داخله.
أما في بيت أهلها، الذي مهما بلغت محبتهم لها ولطفهم معها.. لن لن يكون لها أدنى سلطة أو حرية التصرف واتخاذ القرارات.
ولذا فإن الزوجة المطلقة التي ظنت أن الطلاق سيكون نجاة لها من المشاكل الزوجية، ستجد نفسها في جحيم آخر من المشاكل (سواء مع زوجة أبيها أو زوجات إخوانها إن وجدوا) وستبدأ حرب فرض السيطرة على البيت وستكون هي الخاسرة غالبا، وحينها تكون قد فرت من مشاكل إلى مشاكل ربما تكون أشد وأبشع حتى أطفالها فإنهم في بيت الزوجية يلعبون ويمرحون (ويكسرون) أما في بيت أهلها فالوضع مختلف كلية فهل ستطيق المطلقة أن ترى أحدا يضرب واحدا من أطفالها أمام عينيها حتى ولو كانت أمها ؟!
إن بقاء الزوجة في بيت الزوجية، وصبرها على مشاكل زوجها وقسوته، يقيها على الأقل من نظرات الشفقة والإحسان التي يوجهها لها من حولها، ومن كلمات الغمز واللمز وعبارات الشماتة والفرح.
وكذلك فهي تسلم من أن تصبح قصتها حديث المجالس وفاكهة المجتمعات النسائية ..
وجود الزوجة المطلقة في بيت أهلها قد يكون عبئا عليهم من الناحية المالية خاصة إذا كان لديها أطفال وقد تثقل عليهم بمتطلباتها..
بعكس بيت الزوجية الذي يكون الزوج فيه ملزما بالنفقة عليهم وتلبية متطلباتهم.
وهناك فروقات أخرى كثيرة لاتشعر بها إلا من عانت من ويلات الطلاق..
وكم من المطلقات اللاتي ندمن بعد طلاقهن أشد الندم.. وتمنت الواحدة لو أنها صبرت على زوجها برغم ما فيه من سلبيات ومساوئ دون أن تواجه جحيم الطــــــــلاق.
..
* الكاتبة، السيدة "فاطمه" كانت متزوجة من شاب خيامي، ثم انفصلا.. تقول أن لديهما ولدان (صبي وبنت) وهي تفخر، رغم الآلام، أن ولداها خياميين!..
تعليقات: