الطريق الواسعة، الخالية من الحفر والمطبّات تفتقر إلى الخطوط الفسفورية في الوسط وعند جانبيها، كما تفتقر للإنارة الليلية
غالباً ما تكون الطرقات السيئة سبباً رئيسياً في حوادث السير، لكن «الصورة» تنعكس في البقاع الغربي، حيث تم إصلاح الطرقات وتعبيدها في الاتجاهين، من جهة المصنع راشيا الوادي الجنوب، ومن جهة مدخل المرج طريق الشام، باتجاه القرعون وسحمر ويحمر وصولاً إلى قرى مرجعيون. فالطريق التي تمتدّ على طول 50 كيلومتراً، تحوّلت إلى «ملعب» لممارسة رالي السيارات، بعدما أصبحت مقصداً لهواة السرعة، خصوصاً في ظلّ غياب الرقابة عليها، إن بالكاميرات أو عبر الدوريات أو الحواجز المتنقلة المفترضة من قبل الأمن الداخلي.
الطريق الواسعة، الخالية من الحفر والمطبّات، آهلة بالسكان، إذ إنها تقطع بلدات المرج، حوش الحريمة، غزة، جب جنين، بعلول، لالا، القرعون وسحمر الى نصفين. وهي لا تزال تفتقر إلى الخطوط الفسفورية في الوسط وعند جانبيها، كما تفتقر للإنارة الليلية. إلا أن هواة السرعة حوّلوها إلى «أوتوستراد» أطلق عليه الأهالي اسم طريق «اللي بيروح ما بيرجع». إذ لا يكاد يمرّ يوم من دون أن تشهد هذه الطريق حادث اصطدام على الأقل، أو انقلاب، بعد أن يفقد سائقوها السيطرة عليها، مخلّفة وراءها قتلى وجرحى وأضراراً مادية في السيارات.
غسان قسماس، لم يكد يستريح من انتهاء الأعمال على الطريق، التي احتلتها آليات الحفر في ورش تمديد شبكات المياه مرة، ومرات من قبل ورش تمديد شبكات الصرف الصحي والهاتف وغيره، رغم أنها كانت سبباً في تحوّل سيارته إلى ما يشبه الـ«خردة»، يتأفّف مما يراه كل يوم وهو ذاهب من وإلى عمله في شتورا، «أتحسّر على أيام ما كانت الطريق مخرّبة». يشبّه الرجل الشبان الذين يسلكون الطريق بسرعة هائلة بـ«المجانين» لأن «اللي مش سائل عن روحوا يعرف أنو هناك ناس روحهم مش لعبة بإيدو».
يلوم محمد المجذوب، من بلدة غزّة في البقاع الغربي، القوى الأمنية، «غير الموجودة على طرقات البقاع الغربي»، لافتاً إلى أن غياب كاميرات المراقبة و«دوريات الدرك»، يشجّع هواة السرعة على المجيء من مناطق بقاعية أخرى للقيام بسباقاتهم «الجنونية»، التي تتسبّب في الحوادث، عدا مشهد «دحرجة» السيارات وقفزها في العالي، لتستقرّ في خنادق الريّ الزراعي، «مشاهد حقيقية ما بتشوفها إلا في الأفلام البوليسية»، راوياً حادثاً حصل منذ أسبوع تقريباً، عند طريق غزة جب جنين، قال: «شاب ما طلع الشعر على ذقنه، بدو يخلي السيارة تطير من دون جوانح» من شدة السرعة التي كان يقود فيها، اصطدم بسيارة مواجهة حتى انحرفت السيارة عن مسارها واستقرّت عند جانب الطريق في قطعة أرض مزروعة قمحاً، خرج منها الشاب بأعجوبة وهو يضحك، ثم «اتصل بأحد أصدقائه أو أقاربه، كي يحضر إليه بسرعة، «لأن ما معه دفتر سواقة»، وبعد ربع ساعة حضر الشاب وقدم أوراقه إلى الخبير، على أساس أنه السائق!
من جهته طالب رئيس بلدية المرج عماد الشموري، القوى الأمنية بتفعيل دورياتها، وحواجزها لضبط السيارات التي تتجاوز السرعة المحدّدة، موضحاً أن البلديات، قامت بإنشاء مطبات في النقاط الآهلة بالسكان، إنما هذا لا يكفي «هناك مناطق فاصلة بين القرى، لا يمكن استحداث مطبّات فيها»، لأن زيادة الحوادث أمر يستدعي الوقوف عنده، «أصبحنا نحصي الحوادث والقتلى، الشبه يومية». وطالب الشموري الشركة المنفذة للطريق بالإسراع في تخطيط الطريق، ووضع إشارات ضوئية وسط الطرقات وإنارة الطريق ليلاً، متوجهاً إلى القوى الأمنية بتفعيل الدوريات والحواجز المتنقلة، والتشدّد في قمع مخالفات السرعة، وزرع كاميرات مراقبة لهذه الغاية.
قلّة العناصر الأمنية
أعاد مصدر أمني أسباب عدم إقامة الحواجز المتنقلة لضبط السرعة، إلى «قلّة عدد العناصر في سير جب جنين، ما لا يخوّلهم إقامة حواجز باستمرار»، لافتاً في الإطار نفسه إلى أن «البقاع الغربي لم يدرَج على حصص كاميرات المراقبة». وأكد المصدر أن غالبية الحوادث التي تقع «سببها السرعة الزائدة»، خصوصاً بعدما أصبحت طريق البقاع الغربي جيدة، «رغم أن الأعمال فيها لم تنته بشكل كامل، إن من ناحية تحديد الاتجاهات، والتخطيطات الوسطية والجانبية». وتمنى أن يتم توزيع كاميرات مراقبة في كلّ النقاط الرئيسية «وأن لا يبقى عملنا مقتصراً على إحصاء الحوادث والتحقيق في مسبّباتها من دون معالجتها بالغرامة مرة، أو بنزع دفتر القيادة بعد أن يتبين ان السائق ضبط ثلاث مرات لقيادته بسرعة زائدة».
تعليقات: