مشيئة الله أم لعبة القدر؟
عجب هذه الدنيا وما فيها من عجائب وغرائب، وما تحوي من قوانين ومعتقدات ، وما فيها من تناقضات ومفارقات!...
من هذه التناقضات أنّي قد رأيت نِعَم الله في قصور ٍ لملوك وسلاطين وأمراء وأصحاب شأن وما تحويه من سجاد ومقاعد فاخرة مطعّمة بالذهب والفضة، ولم أشاهد مثل هذا المشهد في مكان آخر ولم أرى أي من هذه النعم لبشر يتّخذون لهم من المغاور وبيوت القش والطين مسكنا ً لهم، والتراب فراش لهم ومرقد، والحجر لهم متّكأ.
كما رأيت وشاهدت نِعَم الله على موائد تمتد أمتاراً وأمتارا، عليها قطيع من الخرفان المحمّرة بالسمن البلدي موضوعة على تلال من الأرزالفاخر، مزينة بالصنوبر واللوز والزبيب الشهي، وكل هذا ليس سوى وجبة طعام لملك وحاشيته. وفي مكان آخر مشهد يُدمي القلوب لإنسان يبحث في مستوعب على فضلات من الطعام علّه يجد فيه شيئا يسدّ فيها جوعه وجوع أطفاله.
كيف يكون هذا؟
أجل إنّها الدنيا ومفارقاتها الغير عادلة.
كما رأيت خزائن سلطان مملؤة بالمال والذهب، وكم وكم وكم من البشر غير مشمولين بهذه النعم بل كثيرون هم الباحثين عن القليل من المال لشراء حبة دواء لطفل مريض أو شراء رغيف خبز لطفل جائع، لم يجد أي شيء من الطعام ليملأ به معدته حتى لو بكسرة خبز جافة.
وهناك من ينتعل حذاء من جلود الأفاعي وفي مشهد آخر طفل يسير حافي القدمين والدم منهم يسيل.
ماذا لنا أن نقول في هذه المفارقة؟
أهي لعبة القدر، ولكل مخلوق له قدر، وبئس هذا القدر الجائر الظالم؟
أم أنّ هناك من هم أبناء الله وآخرون هم أبناء الشيطان؟
وإن كانت هذه هي مشيئة الله فما علينا إلا ّ أن نصمت ولإنّ الله في خلقه شأن.
مشيئة الله أم لعبة القدر؟
تعليقات: