المهنية الزراعية في النبطية..ثلاث غرف ومستودع

المهنية الزراعية في النبطية..ثلاث غرف ومستودع
المهنية الزراعية في النبطية..ثلاث غرف ومستودع


النبطية ـ

تم رفد منطقة النبطية بمهنية زراعية أسوة بمنطقتي الخيام وجزين لسببين وجيهين، الأول: أن 50% من سكان المنطقة أو أكثر، يعتمدون في معيشتهم على القطاع الزراعي، ثانيا: بغية استقطاب العدد الأكبر من الطلاب الذين فضلوا التعليم المهني على الأكاديمي، كي يكونوا عونا لأهلهم في حياتهم الزراعية، بعد اتمامهم لمراحل التعليم الزراعي الموجه، وقد فتحت المهنية في النبطية أبوابها للطلاب الراغبين في تنمية قدراتهم الزراعية وتنظيمها وتطوير تقنياتها في العام 1999، وتنقلت من مكان إلى آخر حتى استقر بها الترحال في مبنى دار المعلمين عند المدخل الشرقي لمدينة النبطية.

ثلاث غرف ومستودع

المبنى أو الطابق المؤجر بالأحرى، لا يمكن له في ظل إمكاناته الأقل من متواضعة أن يفي المشروع الكبير حقه، فمهنية النبطية الزراعية بأكملها هي عبارة عن ثلاث غرف ومستودع، يحشر بين جدرانها الإداريون والأساتذة والطلاب، سواء زاد عددهم أو انخفض، خلال عام دراسي كامل، ما اضطر القيمون عليها إلى اقتطاع قسم من غرفة المستودع المخصص للأدوات الزراعية التي تدخل استعمالاتها في صلب المنهاج التعليمي وللمختبر الذي تفوح منه روائح الأسمدة والفيتامينات الزراعية على مدار اليوم، لتصبح الأمتار القليلة المقتطعة على ضيقها غرفة صف رسمية، بينما استعملوا سفرة الدرج أعلى المستودع إياه كغرفة مطبخ، فوضعوا فيه برادا صغيرا وغازا، إضافة إلى خزانة خشبية مكشوفة فيها عدة القهوة والشاي، الخارج والداخل إلى المهنية يمكنه رؤية ما تحتويه.

..وتحديات

التحديات التي تواجه مهنية النبطية الزراعية لا تتوقف عند أزمة تأمين مبنى دائم ولائق، يتناسب مع طموحاتها ومع ما تأسست لأجله، ويريحها من عبء الإقامة بالإعارة وهموم التنقل الدائم، وقد يكون التحدي الأكبر الذي يواجهها هو كيفية جذب أكبر عدد من طلاب المنطقة القادمين من خلفية زراعية، وتحفيزهم على متابعة دراستهم حتى سنة التخرج، فحتى هذه الساعة تعاني المهنية الزراعية من عدم جدية أكثرية الطلاب لناحية الإلتزام بالدوام ومتابعة الدروس، كذلك ضعف إيمان بيئة النبطية الزراعية بأهمية دور هذه المهنية وما يمكن أن تقدمه للطلاب والمزارعين من إرشادات ونصائح زراعية، تساعد لاحقا في زيادة الإنتاج الزراعي عبر تطويره وتهذيبه وحمايته من الآفات والمشاكل المحيطة به، لذلك عمدت وزارة الزراعة مراعاة لوضع الأهالي الإقتصادي وتشجيعا للطلاب على الإلتحاق بالمهنية الزراعية إلى تخصيص مبلغ مالي للمنتسبين إليها كبدل نقل عن كل يوم تعليمي.

يتولى مهمة التعليم في مهنية النبطية الزراعية، جملة من الأساتذة المختصين بالمواد التعليمية المطلوبة في المنهاج الدراسي، يبلغ عددهم 18 مهندسا زراعيا ومجازا في العلوم الطبيعية والكيمياء والفيزياء والرياضيات واللغات، عدا الكادر الإداري، يخرجون طلابا اكتسبوا خلال ثلاث سنوات من التحصيل العلمي الزراعي قدرا كبيرا من الثقافة والمعلومات والمهارات الفنية الزراعية الجديدة والقديمة المطورة، و حين دخولهم ميدان العمل يكونون قادرين على تنفيذ خطط زراعية تنموية عامة، أو إقامة مشاريعهم الخاصة، منها على سبيل المثال:المزارع، المناحل، مشاتل النصوب والحدائق، صيدلية زراعية وغيرها، كما يستطيع المتخرجون التقدم إلى مباراة الإرشاد الزراعي التي يجريها سنويا مجلس الخدمة المدنية، حيث توزع وزارة الزراعة الناجحين منهم على مكاتب الإرشالد الزراعي في المناطق اللبنانية حسب الحاجة.كما يمكن للطالب المتخرج من المهنية الزراعية أن يكمل تعليمه الزراعي إذا توفرت لديه قدرات المتابعة إلى كلية الهندسة الزراعية التابعة للجامعة اللبنانية بكل فروعها.

شروط وحاجات

شروط الإنتماء إلى المهنية الزراعية في النبطية لا تختلف عن شروط الإنتماء إلى أي مهنية رسمية أخرى، رغم أنها تابعة لمصلحة التعليم والإرشاد الزراعي في وزارة الزراعة اللبنانية وليس لمصلحة التعليم المهني، فالطالب عليه أن يكون حاصلا على شهادة البروفيه رسمية بصفة ناجح، حيث يمكنه بعد ثلاث سنوات دراسية الحصول على شهادة بكالوريا فنية زراعية، بعد أن يتقدم إلى الإمتحانات الرسمية للبكالوريا الفنية، أما إذا كان الطالب راسبا في شهادة البروفيه الرسمية، فإنه لا يحرم من الإنتماء إلى المهنية الزراعية، بشرط أن يتقدم بطلب حر للحصول على هذه الشهادة خلال سنوات دراسته المهنية، و في حال رسوبه مجددا في البروفيه لا تعادل شهادته المهنية في وزراة التربية.

رغم ما يعترض المهنية الزراعية في النبطية من عوائق كفيلة على تشعبها، بإدخال اليأس على قلوب المشرفين عليها والمنتسبين إليها، إلا أنها حتى الآن تعتبر تجربة ناجحة لوزارة الزراعة في المنطقة، لكنها بحاجة إلى الكثير من الإهتمام والمتابعة كي تتمكن من الإستمرار.

تعليقات: