\"يا حادي العيس\" تسري في الجسد كسريان الماء العذب بعروق العطشان
بالمقالة الصادقة للاخت العزيزة حنان عواضة "يا حادي العيس"، وكعادتها، نبشت الكاتبة ما في داخلنا لتنزع الدمع وتحرك الحنين الى الطفولة
الدمع:
بسبب كلماتها الرائعة التي تحرك المشاعر وتلامس الاحاسيس لتستفز المحاجر بالدموع، كيف لا والموضوع يخص من اكرمها الخالق عز وجل بوضع الجنة تحت اقدامها ....
نعم يا اختي الفاضلة فليس هناك اصعب ولا اشد وقعاً من وداع الام حتى ولو كان ذلك من اجل رحلة قصيرة فكيف اذا كان هو الوداع الاخير، فرحيل العزيزة الغالية يترك اعظم غصة ومرارة في القلب لا تمحى خاصة حين نتذكرها في عيدها, اجل لا احد يملك ولا يستطيع ان يحل مكان الام لا في القلب ولا في البال ولا في الخاطر ولكن يا اختي العزيزة كوني على ثقة بان الامهات لا ياخذن الفرح والبهجة معهن بعد الوداع بل يجهدن بان يكون طلبهن الاخير من الله ان يغلف قلوبنا ويملىء اساريرنا بكل الافراح والبهجة والسرور كي نتمتع بهذه النعم ونتركها لاحبائنا بدورنا بعد الرحيل واعلمي يا اختي انهن وفي عالمهن يفرحن لفرحنا ويحزن لحزننا لذا فلتكن هديتنا لهن في عيدهن المزيد من الامل والفرح والدعاء بالرحمة... الله يرحم والدتك ويرحم اموات الجميع.
اما الحنين الى الطفولة:
فبمجرد ذكر عبارة "يا حادي العيس" تحلق بك الذاكرة بعيداً على جناح الخيال لتحط بك في حضن الجدة الدافىء في احدى ليالي الخيام الباردة وبعد ان تطفىء الختيارة موقد التدفئة استعداداً للنوم وتبدىء (تحدي) لك بصوتها الحزين بانغام "يا حادي العيس" التي تسري بالجسد كسريان الماء العذب بعروق العطشان ينهل منها حتى الثمالة.... صدقوني مفعولها كفعل السحر (لا زلت حتى الان اتساءل هل هو نوع من انواع التنوييم المغناطيسي؟؟)
على فكرة الحادي هو الرجل الذي يسوق الابل بالغناء, والعيس هي الابل البيض التي يخالط بياضها شيء من الشقرة ويقال هي كرائم الابل. لذلك تتوجه الجدات والامهات حين تحدي للاطفال الى قائد هذه الابل كونه كثير الترحال املاً بان يصادف الاحبة ويبلغهم الرسالة.
ادام الله عليكم الصحة والعافية وراحة البال وكل عام وانتن بخير.
اخوكم تيسير نصرالله
تعليقات: