عندما غُرست الروح فينا، كنتم أول الراوين
وعندما نبت أول إحساس لدينا كنتم أول الملهمين
وعندما رسمت عيوننا الوجوه، كان وجهكم أول المرسومين
وعندما نطقت ألسنتنا أول كلماتٍ، "أمي و أبي" كان أول الدواوين
والذاكرة بدأت تدوِّن، والعيون بدأت تلوِّن، فكنتم وراء كل المبدعين
وعندما .. وعندما .. وعندما ،،،، كان وجودكم اليقين
من إيمانكم .. تعلمنا الطاعات
ومن تضحياتكم تعلمنا نكران الذات
ومن عيونكم جرت أنهر العشق لتروي رغباتنا وتثمر لنا كل الملذات،
ذاكرتنا الطيبة أنتم، وشذاكم عطّر لنا كل اللحظات،
كنتم الدرع الذي باطنه حنان ورحمه وظاهره قوة الإرادات،،
ولكنكم رحلتم،، كمعظم الأشياء الجميلات..
مشكلتي أنني لم ولن أتعوَّد هذا الرحيل
فقد كنتم أول شيء في كل شيء،
وكل شيء في كل شيء،
وعندما رحلتم،،،، أخذتم معكم كل شيء
كيف لنا أن ننسى.. ؟
هل من العدل أن ننسى..؟
وأن نسينا،،، فهل تُرانا نحيَ،
أدعوا لنا من حيث أنتم،، علنا نفرح
صلوا لنا من حيث أنتم ،، علنا نهدأ
فأنتم تحيون في الموت
ونحن نموت في الحياة
أنتم النعمة لم نقدرها حق تقديرها،
ليس لنكران، ولا لعقوق منا،، لكن،،
لاعتقادنا بأن الأمهات والآباء لا يموتون
وبعد التجربة أيقنت حقاً بأن ،،
"الأمهات والآباء لا يموتون"،،،
* وفاء علي غصن
تعليقات: