القندول
وجاء نيسان، هذا الشهر الذي جمع كل ما أعطته أشهر الشتاء من ثلوج وأمطار لينسج منها لوحة جمالية شاركت فيها الطبيعة ودفئ نيسان ويد الله لتحول الأرض الى ألوان والوان.
إنّه الدحنون بشتى ألوانه والسكوكع وزهرة الأقحوان وزهرة أشجار القندول الصفراء، هذه النبتة الحرجية صديقة النحل والبلابل والحساسين الغنية بأزهارها الجميلة.
كل هذه الورود تزداد جمالا ً مع غزارة نبع سريد ومياه الحاصباني العذبة النقية ومياه نبع القرشة وشلاله الجميل .
هنا الجنة، وهنا الخالق المبدع الذي خلق كل هذا الجمال الذي يمتزج مع روعة حقول القمح الخضراء اللامعة.
ها هم الناس منتشرون في البرية مستمتعين بروعتها، وها هم الأطفال يلعبوت غارقون بالزهر والحشائش التي غطت كل شيء حتى الصخور.
وها هو نيسان جاء مرحبا ً بدفء شمسه الساطعة بعد غياب أربع شهور من الشتاء والثلوج والصقيع.
ما أجملها الطبيعة إنّها حقا ً في عرس ولا أجمل، كان فيها الشتاء هو العريس والأرض هي العروس، وكانت الولادة من غير دنسِ ٍ، وكان المولود هذا الجمال المقدس الذي هو من روح الخالق القادر على كل شيء.
وأنت أمام هذا المشهد لا بد لك من التأمل والتسبيح لله، والصمت وحده يستطيع أن يعبّر عن هذا الجمال.
تعليقات: