خضر عدنان في ضيعته عرابة (سيف دحلاح - أ ف ب)
جنين:
لم يكن الوضع طبيعياً في بلدة عرابة جنوب جنين في ليلة انتصار الإرادة، واستنشاقها الحرية، إنها ليلة وصول الشيخ خضر عدنان عائداً إلى الحرية بعد 66 ليلة من الأمعاء الخاوية، وشهور طويلة من السجن. عاد منتصراً، محمولاً على أكتاف أهله ومحبيه، وأهالي بلدته، كبطل من زمن آخر.
سلطات الاحتلال أفرجت عن عدنان من دون تحديد المكان والزمان، لكن الجميع بقي منتظراً الشيخ الثلاثيني، بعد معركة شرسة خاضها احتجاجاً على سياسة التعذيب الممارسة بحقه ورفضاً لسياسة الاعتقال الإداري.
وفور وصوله إلى بلدته استقبله الأهالي بطريقة أشبه بـ«العرس»، حيث اقيم استقبال حاشد أمام منزله بمشاركة مئات المواطنين، وحضور كافة الفعاليات والقوى الوطنية والإسلامية. لكن عدنان أبى إلا أن تكون لمسته دائمة، وعلى طريقته الخاصة، فقبل توجهه إلى منزله، انتقل إلى منزل الأسير جعفر عز الدين المُضرب عن الطعام منذ قرابة الشهر، معبّراً عن تضامنه معه ومع أسرته.
وتحدث الشيخ خضر إلى الجماهير قرب منزله، حيث طالب بمزيد من الالتفاف الجماهيري حول الأسرى الذين تركهم خلفه في سجون الاحتلال، موجهاً الشكر للجميع على الوقوف إلى جانبه خلال معركته. وطالب الأسرى في سجون الاحتلال بمواصلة معركة «الأمعاء الخاوية» التي أعلنوها في يوم الأسير الفلسطيني، وخاطبهم قائلاً «إن مطالبكم أيها الأسرى ستتحقق بمواصلة معركتكم في الإضراب عن الطعام»، واصفاً ما تخوضه الحركة الأسيرة بأنه «معركة بطولية ومصيرية ولا بد من الوقوف معها بكل السبل من أجل تحقيق كرامة الإنسان وصولاً إلى الحرية الكاملة لكل الأسرى».
عدنان، الذي بدا يعاني من بعض الهزال، كشف أنه لم يأبه لتهديدات الاستخبارات الإسرائيلية خلال التحقيق، حتى عندما هددوه باعتقال والديه وزوجته في حال استمر في إضرابه، مؤكداً أن سلطات الاحتلال بقيت تمارس معه الحرب النفسية حتى لحظة الإفراج عنه من خلال إطلاق سراحه في آخر دقيقة وتعمد تأخيره.
أما والد الشيخ المحرّر، فقد سجد أرضاً فور وصول ابنه إلى منزله، مُقدّماً الشكر لله على سلامة الشيخ بعد خوضه معركة مضنية وانتصر فيها على سجانه الاسرائيلي. «الحاج عدنان»، كما يصفه بعض اقاربه، وجه شكره لكل من وقف إلى جانب ولده في إضرابه، كما وجه الدعوة للأسرى داخل سجون الاحتلال إلى ان يكونوا على قلب رجل واحد كي يحققوا النصر على عدوهم في إضرابهم عن الطعام، متمنياً الإفراج عن كافة الأسرى من داخل سجون الاحتلال.
من جهتها، اعتبرت حركة الجهاد الاسلامي أن «الافراج عن القيادي خضر عدنان من سجون الاحتلال، يمثل انتصاراً كبيراً للإرادة القوية التي تحلى بها، وأن الافراج عنه دليل كبير على أن الاحتلال لا يفهم سوى منطق المقاومة والصمود، مع التأكيد أن معركة الأمعاء الخاوية قد انتصرت، وانتصر خضر على سجانه».
أما محامي نادي الأسير الفلسطيني جواد بولس فقد كشف أن سلطات الاحتلال وجهت للشيخ عدنان ضمن «الملف السري» الذي اعتقل بناءً عليه إدارياً، تهمة «قيادة العمل العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في منطقة جنين».
يذكر أن خضر عدنان أعلن الإضراب عن الطعام في اليوم الأول لاعتقاله، في السابع عشر من كانون الأول المنصرم 2011، واستمر فيه حتى أواخر شباط، لمدة 66 يوماً كاملة، قبل أن يصدر قرار المحكمة بالإفراج عنه وعدم تجديد الاعتقال الإداري بحقه، مقابل وقف إضرابه عن الطعام. كذلك اعتبر الكثيرون في الشارع الفلسطيني أن إضراب الشيخ عدنان كان أول الغيث لـ«الإضراب الكبير» الذي يخوضه أكثر من ألفي أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الاسرائيلي، لليوم الثالث على التوالي، على أمل الحرية، وبانتظار الانتصار الكبير.
تعليقات: