الدكتور طلال يونس
لقاء حميم ودافئ..
تكريمي علمي وذاتي استمر لاكثر من ساعة ونصف في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي مع الدكتور طلال يونس .عنوان اللقاء وموضوعه: "تجربة بناء الذات في ساعة"
قدم للقاء واداره الدكتور محمد مخزوم ، ومن بعض تقديمه اختصر : ( لقد ظل طلال وفيا لكل تفاصيل الحياة التي يمارسها اهله في الخيام ، من عادات وتقاليد مسكونة بالاخلاق ، وبالوفاء والوداعة ، ودماثة في الطباع ، واعطاء الصداقة كل حقها ، وبالعلم كما بالبادئ فهو في مبادئه لا يحتمل المساومة فمبروك للخيام التي يتباهى بك اهلها دكتور طلال ومبروك للوطن انجازاتك الرائدة وموقعك العلمي الكبير الذي اعتليته.)
الخيام كانت البداية والنهاية وبل كانت نجمة اللقاء في حديث الدكتور طلال ، فالذات التي تحكي تجربة بنائها مزروعة في كل ثنايا الخيام ، مع الجيران والاصدقاء والاهل ، مع المرج والسهل والشارع والمدرسة ، مع تاريخ تتعبأه الذكريات ، من ابتدائية الخيام الى تكميلية مرجعيون والتلميذ ذو العشر سنوات مع رفاق في الصف يبلغون الثمانية عشر والى بيروت دار المعلمين ومن ثم الجامعة اللبنانية بمنحة تفوق ، والى فرنسا بمنحة تفوق ايضا . استاذ في الجامعة اللبنانية لسنوات ست ، ثم عودة الى فرنسا ، لان الجامعة اللبنانية - بحسب الدكتور محمد مخزوم - لم تستطع ان تلبي حاجة عاشق للعلم
شغل الدكتور يونس في فرنسا وظيفة مسؤول في منظمة الاونيسكو عن قسم التربية البيئية ، بعدها تبوأ منصب المدير العام للاتحاد الدولي لعلوم البيولوجيا وهنا برع الدكتور طلال كمنسق لعمل الاتحاد ، وكمسؤول عن نشرته الدورية ، وعن تنظيم المؤتمرات العالمية المختصة بعلوم البيئة والبيولوجيا ، وعما تصدره هذه المؤتمرات من كتب ملحقة اونشرات علمية متتابعة ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر : البرنامج الدولي للتنوع البيولوجي الذي كان احد ثلاثة اسس لانعقاد قمة الارض الذ انعقد عام 1992 في البرازيل وحضره اكثر من 150 رئيس دولة
من فرنسا الى اميركا فالبرازيل واليابان والهند والصين والى مختلف قارات العالم و عواصم مدنها كانت تتنقل مهمات الدكتور طلال واطلالاته المتلفزة البحثية والعلمية البيولوجية
رائد خيامي من ارضنا المعطاءة الى كل العالم ، ومثله كثيرون تعتز بهم الخيام وتفتخر ، من مدرستها الرسمية الصغيرة المتواضعة انطلق وبالجهد والمثابرة والمتابعة وسعة الافق استطاع الوصول الى تبواِ اعلى المراكز الدولية
تقاعد اليوم الدكتور طلال ، لكن حب العطاء والتفاعل في مجتمعه ومعه لا زال يهدر في ثناياه ، وهذا ما تبينه كل الحضور ، الذين تابعوا تجربته الغنية باهتمام وشغف
تجربة بناء الذات في ساعة ، كان مسك ختامها رسومات من ابداع يدي الدكتور طلال يونس ، تحمل كثيرا من الاسئلة عن وطن يبحث عنه فلا يجده الان حوله ، انما يجده بكل قوة حيثما تنقل في اماكن سفره . وعن بلدة يفتش عنها كما عاشها واحبها فلا يراها الا في ذاكرته و في كل اماكن ترحاله .
تعليقات: