عاشت المقاومة وعاش 25 أيار في ذاكرتنا إلى الأبد

سيّد المقاومة
سيّد المقاومة


صادق الوعد، من وحي الإنتصار

تعود بنا الذكرى، إلى العام 2000 في مثل هذه الأيام،عندما أقيم المهرجان الكبير ،في بلدتنا الخيام، لفت انتباهي في ذاك اليوم، أنّ عدداً من الكراسي الفارغة في الجهة المقابلة للجمهور القريبة من المنصة، التي كان يتكلم من خلالها سيّد المقاومة، فقلت في نفسي، من تخوّل له نفسه عدم الحضوروالتخلّف عن دعوة السيّد، وخصوصاً أننا كنا مبهورين بوهج التحريروالدهشة التي ُأصبنا بها من الطريقة التي اندحر بها العدو عن أرضنا، حيث ترك قسماً كبيراًمن معداته العسكرية، فكان إنسحاباً أشبه بالهروب والهزيمة .

كم كانت مفاجأتي كبيرة عندما أعلن السيّد أن هذه الكراسي الفارغة سيجلس عليها المعتقلون في سجون العدو لأننا سنعمل على تحريرهم من الأسربكل ما أوتينا من قوة، وتحريرهم لأننا نحن قومٌ لا نترك أسرانا في السجون، وأعلن ساعتئذٍ عن إسم الشهيد عامر كلاكش الذي بقي اسمه مكتوماً منذ العام1985، هوالمقاوم الذي نفذ العملية الانتحارية وفجّر نفسه بالعدو على الحاجز في الطريق المؤدي إلى البلدة، وذلك لأن أهله كانوا يقيمون في بلدة بلاط المجاورة، كنت مشدوهة بما قاله السيّد وقلت في نفسي، هذا حلم، منذ عقود، ما استطاع أحد أن يحرّر أسيراً عربياً واحداً من سجون الاحتلال، لقد اعتقدت أنّه يبالغ في التفاؤل، وهذا أمر مستبعدٌ جداً، كنا نجهل السيّد ووعوده الصادقة.

مرّت عدة سنوات على هذا الحفل، فإذا باحتفالٌ آخر يقام في مجمع سيّد الشهداء، وكل الكراسي التي كانت فارغة قد جلس المعتقلون عليها بعد أن حرّرتهم جهود المقاومون الأبطال مكللة بجهود بسيّدها،وخصوصاً كان من بين المحرّرين الأسير سمير القنطار المحكوم بثلاث أحكام مؤبدة.

اليوم وفي الذكرى الثانية عشر للتحرير،وكلمّا مرّت الأيام نعرف قيمة التحرير أكثر فأكثرمن خلال الحرية التي نتمتع فيها بزيارة بلدتنا.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، فالأيام أثبتت وبالدليل والبرهان، ومن خلال احتفال الوعد الأجمل بانتهاء الاعمار في الضاحية وتسليم جمع مبانيها وبشكل تام، وعودتها أجمل مما كانت، فعلاً إنه الوعد الأجمل والأصدق.

عاشت الخيام،عاش الانتصار،عاشت المقاومة، عاش 25 أيار في ذاكرتنا إلى الأبد.

تعليقات: