للخيام.. حتى يشتعل فينا الحب والعشق والامل
يوم كاد الوطن يسقط في اليأس، ولم يعد هناك من احد يصدق الوعد، وكانت هي سجينة اسمها الذي استحال عنواناً للمعتقل. وحدها هي الخيام بقيت تملح خبز الامل، وخبز العيون وخبز البيوت.
يوم قتلت المواعيد كل المحبين، ولم يعد احد يصدق الكلام المعـاد ولم تعد الشجيرات تطل من شبابيك القرى حين يأتي الندى، وحـدها هي الخيام ظلت تجيء في السر في خرزة زرقاء، ترد الحسد عن العين، عن جبل عامل.
يوم قتلنا الحزن وصارت الزفرة ساخنة تحرق الوجه، وكاد يقتلنا العمر والوجد والحرقة، وكدنا لم نعد نميز الالوان، وصار الصدى يذوب في المسافات.
يوم تعطلـت اللغات وصارت الاشارات مرصودة في ابوابنا، وسكنت ذئاب الصمت في مساءاتنا، ظلت وحدها هي الخيام رغم حظر التجول المفروض على الكلام، تصرخ في برّيتنا يا نار كوني برداً وسلاماً.
اذن، للخيام التي يرتاح على كرسي سهلها الجبل كمليك شديد الحكمة يتأمل في امور الناس.
للخيام التي تحملها الدردارة على الشعر، فتكتب شجراً على ورق السهل ومواويل لغناء العصافير، وترسم شمساً لفضاء قصيدتها الانيقة ونهاراتها الناصعة، فلا تحدق في مرايا العتم ولا يلتبس عليها نفسها.
للخيام التي تغوي الصمت بالصوت كي لا ننعس، وتسهر المسافة بين ليلها ونهارها حتى لا يغتالنا الوقت بالنوم في الزنازين، وحتى يشتعل فينا الحب والعشق والامل والحلم فلا تنكرنا الصباحات.
..
volcano_mohammed88@hotmail.com
تعليقات: