الشيف انطوان
Tweet
تعليقات(0)
بعيداً عن "جمالية" الأطباق التي تكاد تلتصق بها الكاميرا وهي تصوّرها، وبعيداً عن الديكورات و"الفخفخة" التي يمتاز بها المطبخ/ الاستوديو عن الآخر، عدة أسئلة تفرض نفسها: بناء على رأي مَن يطهو الشيف هذه الطبخة اليوم، وتلك غداً؟ الى أي مدى يُطبخ الطبق على أصوله؟ ماذا عن الوصفات المتكررة؟ والأهم، ما مصير الأطباق بعد انتهاء الحلقة؟
يشدّد الشيف انطوان الحاج، مقدم برنامج "مأكول الهنا" عبر "تلفزيون لبنان" على ان برنامجه يقدم الوصفات الصحيّة الى ربّة المنزل. يقصد بتلك الوصفات "الطبخ الذي يُشبع العائلة وليس الطعام الاصطناعي المكلف وغير الصحيّ". يضع نفسه مكان السيدة. يتساءل باسمها: ماذا تريد ان تطبخ اليوم؟ فيختار وصفاته. لا يرى مشكلة في تكرار الوصفات نفسها، بشرط ان تكون طريقة تحضيرها مختلفة كل مرة. أما الطبق الذي يحضّره للمشاهدين، فيتقاسمه فريق العمل عند نهاية الحلقة، لأنه "صحي ونظيف ومطهو بمياه معقّمة".
بالنسبة الى الشيف ريشار الخوري، مقدم "ولا أطيب" عبر "الجديد"، ثمة عوامل عدة تميّز في رنامجه: طريقة مبسطة في شرح وصفاته، وهدوء يعرف متى يكسره ببعض الحكايا والنكات الخفيفة. لكن الأهم في رأيه، ان طبخته شرعية 100 في المئة، لا تحوي كحولاً، واللحوم فيها مذبوحة على طريقة الشريعة الاسلامية، "احتراماً للمشاهدين العرب بغالبيتهم المسلمة". وعلى غرار الشيف انطوان، لا يرى مشكلة في تكرار الطبخة، "حسب الطلب"، ولكن لا بدّ من بعض الاضافات لئلا يصبح التكرار ثغرة. يستغرب الكلام على احتمال رمي الطعام في القمامة، باعتبار ان تحضيره ليس بالمجان، لذلك يتقاسمه الجميع بعد انتهاء الحلقة، حتى ذلك المُعَد سلفاً توفيراً للوقت المتاح على الهواء.
وحده الشيف شادي زيتوني عبر "المستقبل" يعترف بأن بعض الأطباق ينتهي مصيرها رمياً بالقمامة، "لكن هذا نادراً ما يحدث"، أما في الحالات العادية، فيتحلق وفريق عمله حول الطبق ويلتهمونه. ما يميّز برنامجه هو كونه مباشراً على الهواء، فيتلقى اتصالات الناس، سيدات ورجالاً وأولاداً، من لبنان والعالم، ويقدم اليهم الهدايا الاسبوعية. يفاخر بطريقة تقديمه. يراها خفيفة، تقرّبه من الجمهور، وتُسهّل حفظهم وصفاته. قد يكرر الوصفة إنما بطرق مختلفة، لكنه غالباً يتجنب التكرار باعتبار ان "الطرق تتعدد أمام الطبخة الواحدة، وإن تكرارها لا ينم عن إبداع، بل عن تقليد". ولأن برنامجه مباشر، يضطر أحياناً الى تقديم أطباق سريعة، مما يستدعي تلاعباً في درجة حرارة الفرن، ليظهر الطبق جاهزاً، لكن الحقيقة انه لا يكون قد نضج بعد. لا يخفي الشيف شادي ذلك، فيخبر المشاهدين بالتغيرات الطارئة التي يفرضها الوقت، ويطلعهم على المدة الواجب التقيد بها في منازلهم، حتى لا يبدو الطبق شهياً، مسيلاً للعاب في الظاهر، ويكون غير ناضج وغير صحي كثيراً من الأحيان.
الفارق يفرض نفسه بين كل البرامج أعلاه وبرنامج "تيتا" لطيفة، "ع نار لطيفة"، عبر OTV. الناس هم الطهاة. يحضرون الى مطبخ "التيتا" ويحضّرون الوصفة التي يريدون. ترفض المقدمة الادعاء أنها "شيف"، وتفضّل البساطة على مظاهر المبالغة والتفنن. تترك الناس على راحتهم، ولا تفرض شروطاً لاستضافتهم. هذا في رأيها يعطي برنامجها نكهة خاصة. وترفض رفضاً قاطعاً رمي الطعام، "فدائماً هناك من هم في حاجة اليه"، ولا ترى أي مشكلة في تكرار الطبخة مراراً لأن كل ضيف سيطبخها على طريقته، ويقدمها الى جميع كما لو انه في بيته.
fatima.abdallah@annahar.com.lb
تعليقات: