الأم دانييلا حروق
تعيش الرئيسة العامة لراهبات القلبين الأقدسين الأم دانييلاّ حروق أمومتها الروحية بزخم عاطفي كبير من خلال تعاطيها مع الشبيبة والطفولة . تعتبر حروق السيدة العذراء "رفيقة دربها" والقديسة تيريزا الطفل يسوع "ملهمتها". فالعذراء وفقاً لها "حررتها من كل القيود والعقد وساعدتها في الانفتاح". هكذا تحدثت حروق لـ"النهار" عن دعوتها الرهبانية، حبّها لمدينتها زحلة وللبنان ولعائلتها الثانية راهبات القلبين الأقدسين.
■ كيف تختصرين مشوارك الرهباني، الاجتماعي والتربوي؟
- إن ما حققته مع أخواتي الراهبات أعطاني فرح تكريس التزام عهودي. خدمة الشبيبة والطفولة أمر مهم في مسيرتي. لن أنسى الكنيسة التي شجعتني لأتحمل مسؤوليتي الرسولية بفرح.
■ لماذا اخترت القلبين الأقدسين؟
- (تسارع بالقول): ترعرعت في حيّ الحارة في مدينة زحلة. كنا نجاور "قلب يسوع"، وكنا نتردد أيضاً للدراسة في ثانوية القلبين الأقدسين في المدينة. كان للراهبات دور أساسي في التأثير على دعوتي للرهبنة، لكن مناولتي الأولى شكلت حافزاً في حياتي. فقد أخبرت والدتي أن العذراء ظهرت علي في الحلم وأعطتني حبتي كرز، فرأت والدتي سامية أن الكرزة الأولى ترمز إلى مناولتي، ودعتني إلى التمسك بالكرزة الثانية لمعرفة "شو المستقبل مخبيلك".
■ هل كان للعائلة دور إيجابي أو سلبي في دخولك الرهبانية ؟
- طبعاً، عارض والديّ قراري قبل خضوعهما للأمر الواقع. خشيت والدتي على ابنتها الصغرى التي أرادت دخول الرهبنة وهي لم تنه الـ15 ربيعاً بعد، ولا تزال في صف البريفيه. أما والدي فراح يبكي عند وداعي.
■ ما هي أبرز ذكرياتك في مسقط رأسك زحلة، وماذا يشدك إليها اليوم؟
- عشت أيام العزّ في زحلة. زحلة البردوني والبولفار. زحلة الطبيعة، الكرمة، السهل والفن. لن أنسى زيارة فيروز مدرستنا. دخلت صفنا وعلمتني أنا ورفاقي أغنية "حبة الحنطة".
واكبت في زحلة "مجد" أحمد شوقي، مريم فخر الدين، فريد الأطرش، صباح وسامية جمال وغيرهم. بعد مغادرتهم المدينة، كنا نتجمع في فندق القادري ونستعيد أغانيهم من خلال جهاز "الفونوغراف".
جوهر التبشير
■ عادة ما يلجأ الأكثر خجلاً وهدوءاً إلى الحياة الرهبانية. كيف ضبطت صخبك وحركتك الدائمة في الرهبانية؟
- لي حرية التصرف منذ البداية. أدركت هذا معلمة الراهبات المبتدئات الأم برناديت نفاع. شجعتني على حرية التصرف ورسخت فيّ بعد الصلاة وقراءة الكتاب المقدس.
■ ألم يفرض عليك موقع الرئيسة العامة تغييراً في نمط حياتك وتصرفاتك؟هل صرت أسيرة الرئاسة العامة؟
- العكس تماماً هو الصحيح فقد أعطتني الرئاسة العامة اندفاعاً اكبر مما كنت عليه قبل تسلمي مهماتي. هذا كله يتكامل مع مشورة المدبرات اللواتي رافقنني في اتخاذ القرارات.
■ كنت من المتطرفين لبنانياً ويوم صرت رئيسة عامة صفقوا لك في سوريا. كيف ذلك؟
- (تسهب بالشرح والتفسير): صفقوا لي هناك لأني أطلقت في كلمتي عهد الحوار والتعاون والاحترام. كنا حينذاك نعقد مجلسنا في مدينة حمص. بعد قراءة الكتاب المقدس، طلب مني إلقاء كلمة، رغم أنني كنت منكفئة عن الكلام. فطلبت رضى الله ورضى الدولة السورية لأن 32 راهبة لبنانية وسورية يؤدين هناك رسالتنا، ولرهبانيتنا 14 مركزاً على الأراضي السورية.
لا أحتاج الى التذكير بأنني متجذرة أنا وعائلتي في لبنان. لي شقيقان جورج وميشال في "خدمة" الجيش و ابن شقيقتي استشهد بدوره خلال اداء الواجب.
■ يوم تكريمك في الحركة الثقافية إنطلياس رددت مراراً آية لمتى 19:28 يقول فيها "اذهبوا في الأرض كلها وتلمذوا كل الأمم"، كيف تعيشين هذه الدعوة شخصياً في حياتك، رغم ارتباطك بأرضك ومسقطك زحلة؟
- أعتبر دعوتي نعمة من الخالق الذي جعلني "أداة" لنبشر بالملكوت. هذا أترجمه فعلياً من خلال عملي في المدرسة والتعليم الديني والحركات الرسولية والكشفية.
■ ماذا يعني لك "لبنان الرسالة" ودوره في محيطه العربي وفي العالم؟
- (تنسى مضمون السؤال وتقول): تتحدثين عن" لبنان الرسالة "وهي جملة ترتبط بالبابا يوحنا بولس الثاني. أؤمن برسالته وبنضاله. صوره موزعة في أماكن عدة من مكتبي كما ترين. نلت بركته في محطات أربع في حياتي.
■ يقول عنك المقربون أنك حيوية لا تعرفين التعب، فيما يتهمك البعض بأنك استعراضية فماذا تقولين عن نفسك؟
- (تجيب بعفوية): إن ظهوري في الإعلام أو مشاركتي في أي نشاط ثقافي، تربوي واجتماعي، هما جزء من رسالتي التي هي من جوهر التبشير.
■ بمن تلوذين في أوقات الحزن والفرح؟
- ألجأ دائماً إلى القربان المقدس.
■ ماذا يجمعك بالفنانة الكبيرة ماجدة الرومي التي تحب أن تناديك أمي؟
- عرفتها منذ صغرها عندما كانت ترتاد مدرستنا في الحدث. كنت قربها في فرحها وحزنها. كنت من الأوائل الذين اكتشفوا صوتها الجميل، وعملت على إقناع والدها ليسمح لها بالغناء. يجمعنا رابط خاص عند لقائنا.
rosette.fadel@annahar.com.lb
تعليقات: