هل يغيب لبنان عن خريطة 2012 السياحية؟
وكأنه محرّم على القطاع السياحي أن يخرج من دائرة الخطر، فكلما صعدت أسهم بورصة المؤشرات السياحية ليأتي بعد أيام ما "يقصم" ظهرها.
احتدمت الأزمة السياسية والأمنية الخارجية على حساب الوضع الداخلي، وارتفعت حدة السجالات مؤشرة الى سقوط كل الامكانات التي بُذلت وما زالت في وجه إنجاح الموسم السياحي. ففي ظل هذه الأوضاع الخطيرة، بدأت تظهر في الأفق بوادر الانهيارات الاقتصادية عبر الشلل والجمود اللذين يخيّمان على مختلف القطاعات الاقتصادية وخصوصاً السياحية والتجارية وترجمت مؤخراً بالتحذير ومنع العرب من المجيء الى لبنان ما أدى الى إلغاء السياح حجوزاتهم.
ورغم كل الجهود التي قام بها المعنيون في سبيل تحديد موقع خاص للبنان على الخريطة السياحية إلا أن الأوضاع المتردية أدت الى تراجع موقعه بشكل ملحوظ ومن يدري قد يغيّب كلياً.
في هذا المضمار، لفت نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود في حديثٍ الى "صدى البلد" الى أن "الأرقام تبدّلت والمؤشرات اختلفت، ففي حين كانت تصبّ في مصلحة الاقتصاد اللبناني نتيجة تنشيط الوضع السياحي إذ كانت كل التوقعات تبشّر خيراً خصوصاً وأن الأشهر الأربعة الاولى من العام الجاري برهنت عن زيادة بنسبة 17% من القادمين الى لبنان بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام المنصرم، إضافة الى أن الحجوزات المسبقة إن على صعيد شركات الطيران أو حجوزات الفنادق كانت واعدة جداً لدرجة أننا توقعنا أن يلامس النمو الـ22% بالمقارنة مع العام الماضي".
واعتبر "الأحداث السياسية والأمنية المتردية وبنوع خاص بعدما أوعزت الدول العربية الى أبنائها عدم التوجه الى لبنان شكلت سبباً رئيسياً في تراجع نسبة الحجوزات المستقبة بحوالي الـ35% تقريباً أما الفترة التي تأثرت بشكل أساسي هي التي تتراوح بين 15 حزيران و15 تموز". وشدد على أن "نسبة الحجوزات رهن بالأحوال السياسية والأمنية وإذا بقيت على حالها، أي الى تأزم دائم، ستشهد الحجوزات مزيداً من التراجع".
ورأى عبود "ضرورة الاسراع في معالجة الوضع على الصعيد السياسي أولاً، خصوصاً وأن للدول العربية موقفا سياسيا حذرا من لبنان". وأوضح أن الحركة السياحية لموسم 2012 قد تنشط بوتيرة أفضل في حال سحبت الدول العربية طلبها من الرعايا. وشبّه الوضع الحالي بالسيناريو الذي عاشه لبنان بعد اتفاق الدوحة إذ بعد توقيع الاتفاق اعتمدت الدول سياسة السماح لرعاياها بالقدوم الى لبنان فنشطت بالتالي الحركة السياحية. وشدد على أن السماح وحده في الوقت الراهن لا يكفي إذ يجب أن يترافق مع هدوء أمني وسياسي إيجابي خصوصاً أن أحداث طرابلس تنعكس سلباً على الوضع السياحي. وأمل أن تتوقف الاشتباكات الأمنية وتنحلّ المشاكل السياسية كي يتمكن الموسم السياحي من التقاط أنفاسه الأخيرة.
يقف لبنان اليوم أمام حافة الانهيار بسبب رفض القوى السياسية الوصول الى حل نهائي لتلك الأزمات فهل سيُنقذ الموسم السياحي للعام 2012 أم أن الحلول السياسية والأمنية الى انسداد والسياحة الى الانتحار؟
تعليقات: