جدار كفركلا «يريد الحياة»

خلف الجدار ورش مستمرة (الأخبار)
خلف الجدار ورش مستمرة (الأخبار)




لم يخف «الثائر التونسي»، وهو يكتب عبارة «إذا الشعب يوماً أراد الحياة» للشاعر أبو القاسم الشابي على «جدار» كفركلا، من رصاصات جنود الاحتلال المشغولين بتركيب شريطٍ تقني في أعلى الجدار لمنع التسلل وعبور أية أجسام غريبة إلى داخل الأراضي المحتلة. كتب عبارته ومضى، كأنهم لا يجاورونه. ومثله، كتب زوار كفركلا والعديسة عن «الشعب الذي يريد تحرير فلسطين» و«العودة صوب الديار» و«الثورة» و«مناهضة المحتل»، غير آبهين بالرقابة المشددة وبالجنود المسلحين الذين لا يفصلهم عنهم إلا جدار لم ينته العمل به بعد.

ولا يبدو أن وجودهم هناك سيثنيهم عن تدوين الكتابات والشعارات والرسوم والقصائد التي تناوئ ما تفعله إسرائيل. وفيما «ينشط» هؤلاء، تنشط بدورها دوريات قوات حفظ السلام ـ اليونيفيل على طول الخط بين كفركلا والعديسة.

أما خلف الجدار، من جهة فلسطين المحتلة، فيصل الإسرائيليون نهاراتهم بليلهم لإتمام العمل هناك، حيث تقوم ورشة منذ أول من أمس لتركيب الشريط الكهربائي التقني لتحسس أية حركة أو مسّ لجسم غريب في حال اقترابه من شبكة الأسلاك الشائكة التي باتت تعلو الجدار الإسمنتي الإسرائيلي الفاصل بين «الحدودين». وفي هذا الإطار، يؤكد أمنيون متابعون أن غاية هذا الشريط الكهربائي «الذي نصبه العدو ليست من أجل الرصد والتحسس فحسب، بل كهربة الأسلاك العازلة لتصعق أي جسم غريب يقترب منها».

وعند مدخل كفركلا، وعلى التقاطع الفاصل بين الطريق التي تؤدي نحو بوابة فاطمة أو باتجاه سهل الخيام، ونحو داخل البلدة، ركّز الإسرائيليون كاميرا لولبية ضخمة، ترتفع فوق الجدار الجديد، بهدف رصد حركة العابرين في الجهة اللبنانية. ويصل مدى رؤيتها ورصدها إلى مئات الأمتار، ويمكنها كذلك القيام بحركة لولبية دائرية (180 درجة) لتشمل تغطيتها ومراقبتها البساتين والأراضي داخل مستعمرة المطلة. أما خلفها، فقد أخلى جنود العدو الموقع الإسرائيلي الذي كان يشرف على «التقاطع» بعدما حجب الجدار دوره ومدى رؤيته وغايته.

تعليقات: