بعدما دخلت الى بيت صديق لي، لفت نظري صورة مزينة بالألوان مكتوب عليها اسم الله معلقة على حائط الصالون، وعندما أطلّ صاحبي مرحّباً وهو يهم بالجلوس، استوقفته قليلا ً وقلت له:
يا هذا.. إنّ الله مكانه ليس هنا على الحائط.
إنّ الله مكانه في قلبك، في ضميرك، في تأملك، في فلسفتك، في علمك، في عملك، في أخلاقك، في صدق معاملتك للآخرين، في معرفتك له، هذا هو الله وهذا مكانه.
ابتسم وقال لي انّ هذه الصورة بركة للبيت وحماية له..
قلت له: كم وكم من البيوت ومن المساجد ودور العبادة بشتى المذاهب والأديان دُمّرت بأعاصير وبهزات أرضية أو نتيجة حروب واسم الله المعلق على الحائط لم يمنع عنها ذلك وكانت هذه الصور التي تحمل اسم الله بين الركام والنار.
يا عزيزي الكثير الكثير منهم من يعلّق هذه الصورة في مكاتبهم ومنازلهم للتجارة وخداع الآخرين.
يا صديقي دعوا الله في عليائه ولا تشركوا به أحدا ً، ولا تتخذوا من اسمه تجارة ومنفعة لكم، وانّ الله يعلم ما في الغيب وما في النفوس ولا تجعلوا من اسم الله لوحة صنمية تعلّق على جدران منازلهم.
يتحدثون كثيرا عن الله وملائكته، هذه الملائكة التي ترمز الى الخير لم تزل حتى يومنا هذا وما بعده بملايين السنيين سوف تظل تصور وفرضية غير ملموسة وغير مرئية والشيطان الذي يرمز الى الشر ايضا هو الاخر تصور غير ملموس وغير مرئي ولنعد الى الله ليس لأحد و في اي زمن كان يستطيع ان يعطي تصورا ما لله وسيبقى الله سرا ابديا عصيا على العقل البشري مهما طالت به الايام و مهما طال به الزمن سيبقى الله هو الله الذي يرمز الى القوة الخارقة و لم يدركه احد في تصوره و تموت الارض و ما عليها من مخلوقات و يبقى الله هو السر واللغز والمدبر لهذا الكون العجيب الى ما لا نهاية .
تعليقات: