أحببت خيامي العتيقة.. وزواريبها الملتوية الضيّقة

إلى تلك السيّدة الّتي كانت بالأمس البعيد ...طفلة .. تزقزق كالعصافير .

تراها وردة إذا وقفت بين الورود..ضحكتها البريئة لم تفارق ثغرها حتّى اليوم.

أحبّت كل الناس ..والكل يحبها..ضحّت من أجلهم..أعطتهم وما أعطتها الحياة.

كل السيدات الشريفات مثلها جديرات بالإحترام..

غزال الصحراء

هل هو نفس الخفقان ؟

لقد نسيناه في هذا الزمان

لايُشعرك بالكبر المساء

لكنّه شعور تحسّه حوّاء

-----

من أنت؟ عصفورة المرج كنتِ

عواطفك والإحساس خنتِ

أتذكرين جدول الماء؟

وشجر التين في كل الأنحاء؟

-----

هديّة من الله مجّانية

قدّمت لأجمل صبيّة

جمالها ينبع من كبرياء

لكنّ القدر يخالف الاهواء

-----

نرضى بما يكون

والقضاء يخالفه المجنون

أخاف عليكِ دمع العيون

لكنّكِ مفعمة بالإباء

-----

أدرجوا اسمكِ في هويّة

جعلوكِ زهرة برّية

ياأيتها العاشقة للحرّية

أنتِ غزال تاه في الصحراء

يحلم صيفاً بالشتاء

------

أجمل الذكريات

تمدّدي واغمضي عينيكِ

يأتي الكون مكرهاً إليكِ

وارسمي ابتسامة على شفتيكِ

فالعمر الجميل قد راح

وأطيب الأصحاب في كل ناح

-------

نعم نبكي كثيراً على ما كان

وبمرارة نفتقد الخلان

لكن عذوبة الألحان

نذكرها في الحلم الصباح

أو إذا تذكّرنا النواح

-------

نصيب هو ما حصلنا عليه

نُداس كالحشرات تحت قدميه

والدمع يلوح في مقلتيه

إذا الوجه عنه شاح

فالقدر مكتوب على الألواح

-------

يامن لبست ثوباً غير ثوبها

قدّيسة ما عرف الناس عيبها

وفي الأصدقاء زاد ريبها

تطير كعصفور مكسور الجناح

يبحث عن حب وأضاع للقلب

المفتاح

---------

القدر

رضيت لنفسها أن تصبح راهبة

وبخطوات حزينة للدير ذاهبة

ممنوع على الراهبة الإنجاب

ولا تعرف غير الصلاة والكتاب

-----

كيف؟ متى؟ولماذا؟والمصير؟

صورة رسمها لنا القدير

نخاف يوماً طرق الأبواب

نخاف يوماً قتل الجواب

-----

ألأهل عمّدونا بالدموع

وإلى الماضي يستحيل الرجوع

بصمت تحملين العذاب

ذكيّة تميّزين بين الخطأ والصواب

-----

ذهب عمر الطفولة

يا صغيرة على الأكفّ محمولة

قمر ليلنا قد غاب

وتحكّمت وحوش الغاب

----------

السراب

أيها الهرم الأصم ألأبكم

الكل حائر بقلبك يحلم

حجارة قديمة لا تتحرّك

ألاف السنين تسابق عصرك

-----

أهمّ من القمر من المرّيخ

ساكنوك هم صانعو التاريخ

في قلب الصحراء بحرك

وعصي على الغزاة نحرك

-----

أنتِ ينبوع من الحنان

تكسو وجهكِ مسحة الأحزان

تمحوها إبتسامة سحرك

لم تظلمي إنّما ظلمك دهرك

------

ياشمعة تحترق لتنير

حلمك طفل في سرير

والطفل من نسلك

حنونة على بقيّة أهلك

-------

الزواريب الضيّقة

أحببت خيامي العتيقة

وزواريبها الملتوية الضيّقة

مليئة بالاف الصخور

ومن بين الأغصان تشرأب النحور

-------

ألجنّة كانت هناك

والسماء كانت سماك

أنتِ وحدكِ صاحبةالنور

وأنتِ للشجر الجذور

-----

هنيئاً لمن عاش ذاك الزمان

يملؤه الحب ويملؤه الحنان

ونحمل الزيت والكاز نذور

حين ولي من الأولياء نزور

------

يا ابنة الزاروب الضيّق

كل ما يحدّه شيّق

ليست أكواخاً وليست دور

يسكنها حوريات وبدور

-----

عمرنا يا سيّدتي بالسنوات

كل يوم فيه يساوي المئات

حول جامعنا كحجّاج ندور

وفي كنائسنا رائحة البخور

--------

الصمود

نحن أسياد العصر

من بؤسنا صنعنا النصر

قلّة نحن يدفعنا الإيمان

وسنسقط بعد النصر التيجان

-----

نحن لا يخيفنا المارد

أوأي مفترس شارد

نحن أصحاب هذا المكان

ولنا الشرف والكرامة العنوان

-------

من ضعفنا صنعنا المعجزات

لايهمّنا الرغيف أو الفتات

يهمّنا ان لا يقال جبان

نحن اليوم بدّلنا الزمان

------

مهما قالوا عنّا

أبطال الماضي كنّا

سمك صغير قتل الحيتان

والذئاب هربت من الخرفان

..

..

assaadghosn@live.com

هديّة من الله مجّانية