اليــوم الأســــوأ لأولمـــرت

تقــريــر قــاس لفينـــوغـــراد.

يتوقع أن يواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت اليوم أسوأ أيام حياته السياسية، وخصوصاً منذ توليه السلطة عقب انتخابه قبل نحو سنة، حين تصدر لجنة فينوغراد تقريرها الأولي عن نتائج تحقيقاتها في اخفاقات حرب لبنان الثانية، والذي تسربت أجزاء منه تتضمن انتقادات لاذعة لأولمرت، مما يرجح أن يزيد الضغوط عليه لتقديم استقالته.

وتجري اللجنة التي يرئسها القاضي المتقاعد الياهو فينوغراد، تقويماً لاداء رئيس الوزراء وحكومته خلال الحرب التي استمرت 34 يوماً، من 12 تموز الى 14 آب الماضيين. ويحلل التقرير الموقت الأيام الستة الأولى من القتال، حين حددت أهداف الحرب، والسنوات الست بين انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان في أيار 2000 والحرب الأخيرة. وسيصدر التقرير النهائي عن أيام الحرب كاملة الصيف المقبل.

وأخفقت الحرب في تحقيق هدفين رئيسيين حددهما أولمرت: سحق "حزب الله" واستعادة الجنديين اللذين أسرهما الحزب في 12 تموز. ووجهت انتقادات الى الجيش كذلك لأنه لم يستطع منع "حزب الله" من قصف شمال اسرائيل بأكثر من أربعة آلاف صاروخ، فضلاً عن أن الجنود العائدين من المعركة كانوا يشكون من نقص الإمدادات لهم وافتقارهم الى الإستعدادات وتلقيهم أوامر متضاربة.

وعلى رغم أن اللجنة لا تملك صلاحية إقالة مسؤولين، فإن تقريراً سلبياً يمكن أن يفجر احتجاجات ضخمة لإرغام أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس على الإستقالة.

وبالفعل، حددت مواعيد لاحتجاجات في تل أبيب. وكانت الانتقادات الواسعة أدت سابقاً الى استقالة رئيس الأركان السابق اللفتنانت جنرال دان حالوتس.

وتؤكد عائلات 119 جندياً اسرائيلياً قتلوا خلال المعارك، أن حالوتس يجب ألا يدفع وحده ثمن إخفاقات الحرب. وأعلن حزب الإتحاد الوطني اليميني المتشدد، أنه ينوي اقتراح مشروع قانون لحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة.

وبثت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن الوثيقة المؤلفة من 160 صفحة تنتقد أولمرت بشدة بسبب "حكمه غير السليم والمتسرع" في شن الحرب الجوية والبحرية والبرية بعدما أسر "حزب الله" الجنديين. ويواجه بيرتس انتقادات لعدم بذله جهوداً كافية لتعويض "نقص خبرته العسكرية". كما يتهم حالوتس بأنه قلل أهمية تأثير إطلاق صواريخ "الكاتيوشا" على شمال اسرائيل. لكن التقرير لن يدعو الى رحيل أولمرت وبيرتس.

وأكد مسؤول مقرب من أولمرت طلب عدم ذكر اسمه أن "رئيس الوزراء لا ينوي الإستقالة وسيظل على رأس الحكومة".

وصرحت الناطقة باسم رئاسة الوزراء ميري ايسين بأن أولمرت "لن يرد على تسريبات جزئية نشرتها وسائل الاعلام". ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن رئيس الوزراء في اجتماع مع وزراء من حزب كاديما أنه "لا يمكننا التحدث عما سرب. سننتظر صدور التقرير ونقرأه وندرسه، بعد ذلك سنرد" عليه.

وقال المعلق السياسي لدى صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بن كسبيت ان "القرار سيصدر (اليوم)، أما الحكم فسيصدره المواطنون لاحقاً".

ورأى العضو البارز في تكتل "ليكود" المعارض جدعون سار بأن على أولمرت "قبول المسؤولية. يستحق الناس ما هو أفضل من ذلك".

وقال زعيم حزب "ميريتس" يوسي بيلين أن أولمرت "لم يعد يمكنه البقاء يوماً واحداً في السلطة... اذا لم يقدم استقالته، فان التظاهرات في الشارع هي التي ستدفعه الى الاستقالة كما حصل لغولدا مئير" رئيسة الحكومة السابقة التي ارغمت على التنحي بعد الحرب العربية - الإسرائيلية عام 1973.

لكن المعلقين يشيرون الى انه يمكن اولمرت التمسك بالسلطة مستخدماً ورقة المخاوف لدى الطبقة السياسية من رؤية رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو يعود الى السلطة.

(أ ب، رويترز، و ص ف، ي ب أ)

تعليقات: