انقطاع وصلة الكابل الدولي البحري
لبنان من عوائق الإطارات المشتعلة إلى قطع طريق «العالم الافتراضي»
انقطاع «الانترنت»: خسائر مادية جسيمة.. والمعنيون يتقاذفون الاتهامات
يعلق أحد المشتركين في خدمة «الانترنت» قائلا: «لم نكد ننتهي من قطع الطرق بالاطارات المشتعلة، حتى انتقل القطع إلى العالم الافتراضي أيضا».
في الواقع، يعبر مشتركون في الخدمة عبر «السفير» عن استياء عارم من الوضع الذي وصل إليه البلد، مشيرين إلى أن مئات آلاف من اللبنانيين والاجانب، انقطعوا طوال اليومين الماضيين عن العالم.
وفيما يفيد أصحاب مؤسسات وشركات عن عدم قدرتهم على تحمّل المزيد من الخسائر التي تتخطى مئات آلاف الدولارات يوميا، خصوصا أن جزءا كبيرا من نشاطهم يتم عبر الشبكة العنكبوتية، من توقيع عقود، واتفاقيات، ومراسلات، وحسابات مالية. يؤكد مصدر مواكب لملف «الانترنت» لـ«السفير» أن «المشتركين في الخدمة، غير معنيين بالصراع الدائر في وزارة الاتصالات، وتقاذف التهم بين الوزير ومدير أوجيرو»، مضيفا أن «المشتركين يريدون حلا جذريا لانقطاع «خدمة الانترنت» الذي يتكرر باستمرار»، معتبرا أن «هذا الوضع يفوّت على البلد استثمارات في قطاع التجارة الالكترونية، فضلا عن الخسائر التي تتكبدها قطاعات التجارة والاقتصاد والسياحة منذ السنة الماضية، بسبب عوامل التوتر الداخلي والخارجي».
تضرر أكثر من مليون مشترك بـ«الانترنت» من قطع الخدمة للمرة الرابعة هذه السنة، وينتقد عدد من المسؤولين في «شركات مقدمي خدمات الانترنت»، عدم تدارك الجهات المعنية هذه الكارثة، فضلا عن ترك البلد معلقا بكابل وحيد، فيما معظم دول العالم تعمل على أكثر من كابلين، بحيث يصار الى استدراك أي عطل طارئ على كابل، بالانتقال الى الكوابل البديلة تلقائيا.
وهناك حوالي تسع شركات خاصة تقدم الخدمة للمواطنين، إلى جانب «هيئة أوجيرو» في الوزارة، ويقدر عدد المشتركين الاجمالي، وفق وزير الاتصالات نقولا صحناوي، بحوالي 250 ألف مشترك، منهم أكثر من 100 ألف مشترك عبر الشركات.
وكانت «الشركات» قد تلقت آلاف الاتصالات من المشتركين، لاعتقادهم ان العطل محلي.
ويوضح مسؤول في إحدى الشركات لـ«السفير» أن «هاتف خدمة الزبائن لديهم لم يهدأ»، مضيفا أن «المشتركين عندما كانوا يعلمون بأن سبب العطل خارجي، كانوا يستغربون عدم وجود كابل بديل للطوارئ، والكثير منهم أبدوا تخوفهم من تكرارهذه المشكلة، ومن أن يؤثر ذلك على أعمالهم، فضلا عن أن قسما كبيرا من المشتركين يتواصلون مع أبنائهم وأقاربهم وعائلاتهم في الخارج عبر الخدمات التي تقدمها مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الاطار».
وتفاوت انقطاع الانترنت طوال يوم أمس بين منطقة وأخرى، بعدما انقطع كليا عن المناطق اللبنانية كافة، الساعة السابعة والربع من مساء أمس الأول واستمر طوال الليل، بسبب انقطاع الوصلة البحرية لكابل imewe على مسافة 50 كيلومترا من شاطئ مدينة الاسكندرية المصرية. وأدى العطل إلى توقف خدمات «الانترنت» و«G3» والـ«بلاكبيري»، حيث «قسم صغير من الكابل يشكل السعة الأساسية التي يستخدمها جميع اللبنانيين في خدمة الإنترنت».
وواصلت «خلية الأزمة» التي شكلها صحناوي اجتماعاتها واتصالاتها، «بغية تأمين الحلول الموقتة التي من شأنها إعادة توفير خدمة الانترنت للمشتركين، في انتظار إصلاح العطل».
وتوقع صحناوي بعد تحويل الخدمة إلى كابل صغير مع قبرص، أن يستمر البطء في خدمة الانترنت، في الأيام المقبلة، بسبب انقطاع وصلة الكابل الدولي البحري، التي تأثرت به 8 دول منها لبنان، الهند، وباكستان، والإمارات والسعودية ومصر، مشيرا إلى أن «الوزارة تعمل مع كل من مصر وقبرص، والمديريات المعنية في هيئة أوجيرو، لتأمين حلول بديلة»، مضيفا لـ«السفير» أن «الوزارة تعمل على الاشتراك بجزء من كابل قبرص، للتمكن من إعادة الخدمة طبيعيا، وذلك بعدما حصلنا على تفويض من مجلس الوزراء منذ شهرين، لشراء التكملة من قبرص إلى أوروبا ضمن كابل يسمّى «ألكسندروس» خاص بهم، وبذلك نحصل على سعة تصبح ملكاً للبنان». ولفت الانتباه إلى أنه بعد استكمال المفاوضات وتوقيع العقد مع قبرص، ستتم المصادقة عليه في مجلس الوزراة. وبذلك يكون لدينا كابلان».
وطلبت الوزارة من «أوجيرو» أن «توزع ما تبقى من سعات دولية، بشكل متساوٍ، على جميع مشتركي القطاعين العام والخاص في كل الأراضي اللبنانية».
يشار إلى ان لبنان اشترك بكابل imewe في العام 2007، ومن ذاك التاريخ، أصيب الكابل بأعطال مختلفة، ولم يستدرك أحد من المسؤولين المعنيين، ضرورة توفير خدمة بديلة على كابل آخر، كي لا يدخل البلد في عزلة عن العالم لساعات قد تطول إلى أيام.
كامل صالح
انقطاع وصلة الكابل الدولي البحري
تعليقات: