المرحومة الحاجة زينب عبدو علي إسماعيل \"أم علي عيتاوي\"

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمدُ لله ربُ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

(ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً , بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون) .

صدق الله العلي العظيم

عُــذْراً أُمّــاهُ لأنني أُحاولُ أن أعْصِرَ قلبي, لعلّي أجدْ بعضاً من مفراداتٍ تائهةٍ في عالمِ النسيان لكي أصِفَـكِ, ولأنّني كـلّما حاوَلْتُ أنْ أجِدَ وصْفاً وجدْتُ أنّ كلماتي تعثّـرَت وراءَ ضبابِ الحَيْرةِ والإلْتباس..!

ولقد تذكَرْتُ أيضاً طُهْرَ ما ذهبتِ من أجله ونُبْلَ ما قصدتِ.., فاستصْغَرْتُ نفْسي أَمام عظمة ِما قمتِ من أَجْله.

عُـذْراً أُمّــاهُ.. لأنّني فتّشْت في جذورِ لُغَتِنا العربية وبحثْتُ بين السطورِ والكلمات والأحرف فلمْ أَجدْ لفظاً أصِفُ به من قامَ بالغدْرِ, ظَنّاً منه أنَّ القتلَ سيثنينا عن زيارةِ أئِمَتنا الكرام (ع) والتقربِ إلى الله, ولم يدرِ من قام بذلك أنّ :

( القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة) ...

وعزائي في قول الشاعر:

"فـإن تـكـن النساء كـمَنْ فَـقـدْنـا ... لَفُضِّلَتِ النساءُ على الرجالِ

فـلا التـأنـيـثُ لاسم الشمسِ عيبٌ ... ولا التَّـذْكيـرُ فَـخْــرٌ لــلـهـلالِ

يُـدَفِّـن بَعـْضُنا بعـضاً ويَمشي ... أواخرُنا على هـامِ الأُوالي"

أُمّــاهُ.. يــا لعظمةِ ما قمْتِ به, ويــا لروعةِ ما فعلتِ وطُهْرِ ما أدّيْـتِ, فقد كتبَ الله لكِ في عليائِه ما تمنّيتِ.. فلكِ الشهادةُ إنْ شاءَ الله.

أُمّــاه.. يــا وردة بعطرِ الياسَمين.. يا مَن تَستحقُّين لَـقَبَ سيدَةَ العطاءِ, لـقد غيّبَكِ الموتُ عنّا دونَ استئْدان,.. فاهْـطُلي يا سماء مطرَ الدموعِ لنبكيَها, فالبكاءُ على الأحبةِ رحمة, وقد أدركْنا أنّ رحيقَ الأزهـارِ لمْ يكُنْ يوماَ بحاجةٍ إلى هبوبِ عاصفةٍ ليملأَ الأرجاء.

ومــاذا عسانا أنْ نقولَ عنكِ؟ فأنتِ جنوبيةٌ عامليةٌ من بـلـدةِ "الخـيـام" تلكَ الأرضُ الطاهرة المقاومة التي تصافحُ بنسائِمِها العطِرة تلالَ حرمون وسهلَ الجولان, وقد اخترتِ الجبلَ عريناً لحياتِك فكانَت "لاسا" البلدة التي أعطت الكثير من الفكرِ والتضحيات.. وأسّسْتِ عائلة كانت التضحية والمحبة والوفاء العناوين الأساسية لها.

عرفناك محبةَ للناسِ.. فكرُك عميقٌ, وقلبُك منير... وقد أردتِ زيارةَ العتباتِ المقدسة والشريفة فكان لك شرفُ الاستشهادِ في تلك البقاعِ الشريفة, فهنيئاً لكِ على ذلك وطوبى لمن يستشهدُ في سبيلِ أبي عبد الله الحسين(ع) سيدِ الشهداء وأبي الأحرار, وكأنّي بلسان حالك تقولين:

والله لو قُتلتُ ألفَ مرةٍ في سبيلِ أهلِ البيت (ع) لما جذعْتُ ولَقبلتُ ذلك.

فهنيئاً لك أيّتها الصابرة الشهيدة والعزاءُ كلُ العزاء لأهلِ البيت وللإمامِ الحجة المنتظر (عجل) باستشهادِ والدتي الحاجة زينب وأقولُ لك:

أُمـّـاهُ.. لـقـد اشتقنا إليك , طيفُك لا يغادرُنا, أنتِ معَنا بروحِك الطاهرة وقلبِك الكبير...

أُمّــــــاهُ.. يــــا نهراً لا ينضبّ ويــا قمراً لا يغيب ويــا قلباً لا يتوقف عن الخفقان.. عَهْدُنا إليكِ أنْ نكونَ حسينيين وعهدُنا لكِ أن نبقَ نحب الناسَ كما علّمْتِنا دائماً, فاهنئي في عليائِك وقرّي عيناً فإنك قد دُفنتِ في وادي السلام بجوارِ أميرِ المؤمنين (ع) فاشفعي لنا عند سيدتِنا فاطمة الزهراء (ع).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

ياسر حسين العيتاوي

2752012

(كلمة ألقيت في ذكرى أسبوع الشهيدة الحاجة زينب عبده علي اسماعيل)

كلمة قاسم حسين العيتاوي "إلى أمي"

كلمة ياسر حسين العيتاوي "في أربعين الشهيدة الحاجة زينب عبده علي إسماعيل"

كلمة وفاء حسين العيتاوي "يا أهل الخيام.. حفظكم المولى"

كلمة علي حسين العيتاوي "أُمّاه.. يا حُـلْـمَ الطـفـولـةِ والـقـدرْ"

سجل التعازي بالمرحومة الحاجة زينب عبدو علي إسماعيل "أم علي عيتاوي"