سيد جهاد،

جميل هذا البلد في حريته ولا شئ غير ذلك . مسموح لك ان تقول ما شئت مادام هذا القول لا يشكل خطرا على أمن الدولة، وعندما تصرخ وبأعلى صوتك وعندما تقول آخ وتلعن وتشتم، وعندما يقول أيّ منّا آخ، فهذه الآخ تعني الكثير، تعني الوجع والظلم. سيد جهاد، الشعب موجوع، الشعب جائع، الشعب محبط الشعب يائس، الشعب بدون كهرباء وبدون ماء، الشعب كفر بكل القيم والشعارات الكاذبة.

سيد جهاد،

الشعب لم يعد يحتمل، فالنائب فراشه من حرير وسريره من خشب الورد، ربما يكون مطعّم بالذهب، وفاكهته التفاح الأمريكي، ومشروبه النبيذ الفرنسي المعتق، هذا لا يشمل الجميع، لكن الأكثرية من النواب هذه صفاتهم وعندما يريد أيّ منهم أن يبتاع له بدلة أو حذاء او قميص أو حتى البسة داخلية يقصد أفخم المحلات في شارع الحمراء إن لم نقل باريس، وعندما تبدأ عملية شراء صوت النائب لترجيح كفة على كفة اخرى، في هكذا حال قد يساوي ثمن صوته مئات الوف الدولارات ان لم نقل اكثر، وبذلك يكون قد باع الشعب الذي اعطاه ثقته.

أمّا عن عامة الناس، وهم السواد الاعظم من الشعب الفقير وخاصة في هذا الشهر الفضيل، ربما قد لا تستطيع الكثير من العائلات تحضير طعام الافطار.

سيد جهاد،

انت تعرف الوضع المادي جيدا في هذا البلد الذي اسمه لبنان ومدى صعوبة الحياة فيه، هذا الشعب المغلوب على امره عندما يعطي صوته في الإنتخابات لمرشح ما، إن أراد شراء ملابس له ولأطفاله يذهب الى سوق البالة الرخيصة الثمن،

هذا هو الشعب وذاك هو النائب.

أمّا عن المقاومة، لا أحد يستطيع ان يزايد عليّ بشئ على الإطلاق.

انا اعطيت الكثير الكثير من فكري ومن قلمي لأشرف وانقى مقاومة عرفتها تاريخ البشرية حتى يومنا هذا،

سيد جهاد هذا هو ردّي على ردّك وشكرا لك.

موضوع جهاد علي عزير "كي نكون اوفياء للخط الشريف ولدماء الشهداء"

موضوع الكاتب علي عبدالحسن مهدي "حمارة أبو خليل"