إلى أحمد سويد في أربعينه

النائب السابق أحمد سويد
النائب السابق أحمد سويد


يا ابن حرمون! يا أبا سامر!

يا ابن حرمون! هذا الاسم الذي تقمصت به، هو حرمون القداسة، حرمون التجلي، حرمون جبل يسوع كما تصفه الأناجيل متى (4ـ8) لوقا (4ـ5) حرمون وحّد الأرض بين لبنان وسوريا، فهو في شموخه وهضابه ووديانه مقاوم صلب، فلذلك كان وما زال المظلة التي تظلل المقاومين، والموسيقى التي تعزف أناشيد الحرية.

عرفت باسم حرمون على صفحات الجرائد والمجلات، حيث سيبقى هذا الاسم خالداً على مدى الدهر، لأنك أنت المثل، وبك أصبح المقاومون المثال.

إن نضالك القومي العربي الناصري والوطني اللبناني سيبقى مدرسة الأجيال، جيلاً بعد جيل، وسيبقى خطاً وطنياً قومياً يمتشقه الشرفاء والأحرار من أبناء أمتي مهما كلفهم من تضحيات.

يا ابن حرمون! إن الرجل العظيم ليموت فيخلو بموته موضع واحد، أما أنت فلقد أخلى موتك مواضيع كثيرة.

أنت الكاتب لا يلحق في حسن الصياغة غياره، وأنت الأديب تضرب في فنون الأدب كلها، ما تشرد عليك شاردة، وأنت المحاضر كأنما يخوض منك جُلاّسك في عباب، وأنت السمير المؤنس في مجلسه، وأنت الذكي الألمعي، ويا له من ذكاء كان مثل سنا البرق يومض من جانب القرب فيســطع في عـــرض الــشرق، لقد كنت معاني كثيرة، كنت مباهج من مباهج الحياة عديدة.

لن ننسى دفاعك عن المعتقلين في الزنزانات الإسرائيلية، مطالباً بتحريرهم من براثن العدو إبان الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982، ولن ننسى دفاعك عن العمال والفلاحين الذيـــن امتــص الإقطاع دمهم وتركهم لقمة سائغة في فم الوحــوش الكاسرة.

لن ننسى دفاعك عن المعــــلمين الذين طـــردوا من وظائفهم طرداً تعسفياً لمطــالبتهم بزيادة رواتبهم.

لن ننسى وقوفك إلى جانب المبعدين من قراهم أيام الاحتلال لعدم انصياعهم لأوامر قوات الاحتلال في إنشاء إدارة مدنية، مطالباً الدولة بكل أجهزتها، والأمم المتحدة، بإعادة هؤلاء إلى قراهم معززين مكرمين، فكيف بنا ننساك وأنت هذا كله وأكثر؟

ياسين حسين ـ كفر حمام

تعليقات: