وقف (جاهل) أمام مرآته
ورأى نفسه أجمل المخلوقات ...
وضع على رأسه تاجاً، فشعر أنه ملك من أقوى الأقوياء ..
حمل في يده اليمنى سيفاً، فأحسّ أنه محارب من أشجع الشجعان ..
حمل في يده اليسرى قلماً، فشعر أنه عالم من أذكى الأذكياء ..
ثم خرج يتجول بين الناس ...
* * * *
رأى (المعرفة) تتحادث مع (التطور) وهي بكامل تواضعها وأناقتها، فرأى نفسه أجمل منها، انتابه الغرور فرحل ..
* * * *
ثم صادف أشخاصاً يتسامرون
اقترب منهم لكنهم لم ينتبهوا لحضوره،
فاستغرب وسألهم : أما ترون تاجي وسيفي وقلمي!
أجابوه :" كلا،
انما نرى على رأسك قبعة ممزقة، فلا تاج ولا قوة، وانما ضعف يجعل المرء محلاً لأطماع الآخرين ...
كذلك نرى في يدك اليمنى خيطاً هزيلاً، فلا سيف ولا شجاعة، وانما جبن يجعل المرء مقيّد الحرية والكرامة والتفكير ...
وفي يدك اليسرى نرى ابرة صغيرة، فلا قلم ولا ثقافة، وانما تخلّف ينخر في سفينة الحاضر فلا تتقدم الى الأمام ...
كلا،
أنت لست ملكاً ولا محارباً ولا عالماً .. أنت حتى غير قادر على إدخال الخيط في الابرة لخياطة قبعتك الممزقة
تعليقات: