ذهول إثر مقتل الصيرفي محمد الناتوت في صيدا مطلع العام (ارشيف ــ خالد الغربي)
لم تكد تمر ساعات على إعلان وزير الداخلية والبلديات مروان شربل عن زيادة معدل الجرائم والحوادث الأمنية مؤخراً بنسبة 50%، حتى شهد لبنان ثلاث جرائم دفعة واحدة، وفي وضح النهار. من الصرفند إلى صيدا فالاوزاعي، طبّقت قاعدة «البلد السائب بيعلم الجرائم»... وتمكن الجناة من الفرار
شهدت الصرفند الساحلية (قضاء الزهراني) عند الساعة العاشرة من صباح أمس، جريمة مزدوجة بحق صاحب محل مجوهرات خليفة، علي خليفة (57 عاماً). فقد دخل مجهولون إلى المحل الواقع على الشارع العام قبالة مستشفى علاء الدين، بعد لحظات على فتح المغدور لأبوابه. باغتوه بإطلاق النار باتجاهه، وأصابوه بسبع رصاصات وتركوه غارقاً بدمائه قبل أن يسرقوا حقيبة يحفظ فيها المجوهرات. وبحسب شهود عيان، فإن الجناة كانوا يستقلون سيارة مرسيدس سوداء اللون من دون لوحات، كانت متوقفة أمام المحل في انتظار وصول الضحية. وفيما فرّت السيارة إلى جهة مجهولة، تنبّه الجيران إلى الحادثة ونقلوا الضحية إلى أحد مستشفيات صيدا، حيث توفي متأثراً بجراحه.
وإثر شيوع الخبر، اعتصمت عائلة خليفة وأهالي البلدة استنكاراً للجريمة التي وقعت في وضح النهار، وقطع عدد منهم الأوتوستراد بين الزهراني وصور عند نقطة الصرفند بالإطارات المشتعلة. ما سبب توتراً وزحمة سير بعد تحويل السير إلى الطريق البحرية باتجاه صور عبر مفرق بلدة البيسارية. إلا أن هؤلاء علقوا مجدداً في زحمة أخرى على الطريق الساحلية للبلدة، لدى مرورهم بمحاذاة مكان وقوع الجريمة الذي شهد توافداً للمواطنين والأجهزة الأمنية التي فتحت تحقيقاً في الحادث وقامت الأدلة الجنائية بمسح المحل ورفع البصمات.
المعلومات، استناداً إلى التحقيقات الأولية، أظهرت أن الجناة يعرفون المنطقة جيداً وقاموا سابقاً بمراقبة خليفة، ومواعيد وصوله إلى المحل ومغادرته. كما أنهم كانوا يعرفون أنه يجمع المجوهرات والأموال في حقيبة يحملها معه إلى البيت ثم يعيدها في اليوم التالي. وأفادت المعلومات بأن الأجهزة تعتمد على إفادات شهود العيان وما رصدته كاميرات المراقبة المتوافرة في بعض المؤسسات في محيط مكان الجريمة. وأشارت إلى أن السيارة التي حددت مواصفاتها شوهدت تتوجه بعد وقوع الجريمة باتجاه الأتوستراد مروراً بوسط البلدة. فيما تحدثت مصادر أمنية عن أنها سلكت اتجاه بيروت.
عصر أمس، انتهت رحلة علي خليفة (57 عاماً) في ثرى بلدته. رحلة تخلّلتها سنوات من الغربة في السعودية أمّن خلالها الرجل معيشته ليقرّر الاستقرار في الصرفند التي افتتح فيها محلاً لبيع المجوهرات. إشارة إلى أن هذه الجريمة ليست الأولى في المحل الذي شهد قبل سنوات حادثة سرقة حين دخل أشخاص سلبوا كمية من الفضة.
مشهد «السرقات القاتلة» لم يكن قد تبدّد في رؤوس المواطنين في المنطقة التي شهدت أواخر شهر شباط الفائت جريمة قتل راح ضحيتها الصيرفي محمد الناتوت حين دخل عامل سوري إلى محله الواقع عند دوار إيليا في منتصف الليل بحجة تحويل أموال، لكنه باغته بطعنات من سكينه فأرداه قتيلاً وسرق مبلغ 5 آلاف دولار. إلا أن شهود عيان وكاميرات المراقبة، تمكنوا من كشفه وتوقيفه وصولاً إلى تقديمه للمحاكمة وإصدار حكم الإعدام بحقه قبل أقل من 3 أشهر.
وكانت «جوهرجية» أخرى، هي وفيقة غدار، قد سبقت زميلها علي خليفة إلى المصير ذاتها في شهر آذار من عام 2010. عندما دخل مسلحان إلى محلها «ملاك للمجوهرات»، في وسط بلدة الغازية (قضاء الزهراني)، في ساعات بعد الظهر وأطلقوا النار عليها وسرقوا كميات من الحلي والذهب ولاذوا بالفرار.
الانفلات الأمني لم يكن بعيداً عن الصرفند خلال اليومين الماضيين، فقد شهد مستشفى علاء الدين ذاته فرار مطلوب إلى جهة مجهولة حين كان يخضع للعلاج وسط حراسة توافرت أمام غرفته من قوى الأمن الداخلي. المطلوب كان قد تعرّض لإطلاق نار خلال قيامه بعملية سرقة في إحدى بلدات المنطقة. وإذ تمكن مواطنون من القبض عليه وتسليمه للقوى الأمنية، نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
السبلاني
وفي الأوزاعي، قتل المواطن رمزي السبلاني، داخل أحد مسابح المنطقة، بعدما أطلق عليه النار شخص من آل عساف. وبحسب ما ذكر مسؤول أمني لـ«الأخبار»، فإن الحادثة سببها خلاف قديم بين الشخصين، يعود إلى نحو عام، وأن المشتبه فيه «فعل ذلك من منطلق الثأر». يُذكر أن ولدي السبلاني كانا برفقته لحظة مقتله، من دون أن يصابا بالرصاص، علماً أن المشتبه فيه أطلق النار بواسطة رشاش وليس بواسطة مسدس. إثر الحادثة، حضرت القوى الأمنية إلى المكان وفتحت تحقيقاً لكشف الملابسات وتوقيف المشتبه فيه، الذي فرّ إلى جهة مجهولة. هول الجريمة أدّى إلى ردة فعل غاضبة من جانب عائلة القتيل، إضافة إلى رجال الشرطة أنفسهم، كما قطعت الطريق من قبل بعض أهالي المنطقة، فتدخلت قوى من الجيش لإعادة فتحه. من جهته، أوضح صاحب المسبح عماد الحركة، أن القتيل يتردّد على المسبح عادة، مثله مثل سائر أهالي المنطقة، لكونه المسبح الوحيد في منطقة الأوزاعي، وهو، إضافة إلى المشتبه فيه، يسكنان في المنطقة نفسها.
صيدا
وفي صيدا، أطلق بلال. ا. ع. (الملقب بالجعفيل) النار من بندقية صيد على ثلاثة عمال سوريين، يعملون في ملحمة هناك، ما أدّى إلى إصابتهم بجروح مختلفة، نقلوا على اثرها إلى احد المستشفيات قرب مخيم عين الحلوة. حضرت القوى الأمنية إلى مكان الحادث، وفتحت تحقيقاً بعد تطويق المنطقة، فيما فرّ المشتبه فيه إلى جهة مجهولة.
يُذكر أن القوى الأمنية أوقفت 72 مشتبها ومطلوباً للعدالة، أمس، لارتكابهم افعالا جرمية على الاراضي اللبنانية، من بينهم مطلوبون بجرائم قتل وتسبب بإيذاء.
تعليقات: