مكتب الأمن العام في المطار كشف الجريمة
اجتمع أبناء الطيبة، المقيمون والنازحون، صباح أمس، على تأبين ابنة بلدتهم وفاء نحلة (43 سنة)، المغدورة قتلاً على يد خادمة أهلها البنغلادشية «راسونيا أكتر» (45 سنة). حزن عام خيّم على البلدة، وخصوصاً بسبب الطريقة المأساوية التي قتلت بها المغدورة. والسؤال الذي تكرّر على لسان الجميع: «كيف لخادمة لم يمرّ على قدومها إلى لبنان ثلاثة أيام أن تقتل؟». تعيش وفاء وحيدة في منزل ذويها في منطقة الشيّاح. هي موظفة في إحدى الشركات وتتقاضى راتباً كافياً لإعالتها ومساعدة أبويها العاجزين المقيمين في منزلهما في الطيبة (مرجعيون). أما راسونيا، فقد وصلت إلى لبنان في 23 من الشهر الفائت، كما يروي صهر العائلة أبو أحمد رضا، مضيفاً: «كانت وفاء في انتظارها، وقد فوجئت عندما شاهدتها بسبب بضخامة جسدها فخافت منها، وقرّرت اصطحابها إلى منزل أختها لتبيت مؤقتاً هناك، قبل أن ترسلها إلى منزل أبويها في الطيبة». يتابع رضا: «استقبلناها ونامت ليلتين في دارنا»، لافتاً إلى أنها سرقت من محفظة ابنته سواراً وخاتماً ذهبيين ومبلغ 50 ألف ليرة، «لكننا لم نعلم بالسرقة إلاّ بعد مقتل وفاء».
في اليوم الثالث، حضرت وفاء إلى منزل صهرها لتصطحبها معها. أخذتها السوق، وابتاعت لها بعض الثياب. عادتا إلى المنزل، ثم خرجتا مجدداً وسهرتا لدى الجيران. هنا تتابع شقيقتها الرواية: «اتصلت بي وفاء قبل منتصف الليل لكي تطمئن إليّ، وقالت لي إنهما ستتعشيان وتنامان».
في هذه الأثناء، بحسب اعترافات راسونيا، فتحت وفاء خزانتها وأخرجت علبة حليّ من الفضّة، فتحتها وقدّمت لها سلسالاً وساعة. وبعد تناول العشاء نامتا في الغرفة نفسها «لأنها مبرّدة». ما إن غفت وفاء حتى ذهبت راسونيا إلى المطبخ، وحملت سكيناً. تقول في التحقيق: «فكّرت في كيفية قتلها، خنقاً أو بالسكين، ثم قرّرت أن أخنقها لأن صوتها لن يرتفع، فحملت مخدّة ووضعتها على فمها. دفعتني وحاولت الخروج إلى شرفة الغرفة. عندها شددتها من شعرها وجلست على صدرها ووضعت المخدة ثانية على فمها، فقاومتني وعضّت يدي وإصبعي، فأخرجت السكين ووجهته صوب قلبها، فوضعت يدها على صدرها فجرحتها بقوة ثم طعنتها في قلبها ثم في عنقها ثم في خاصرتها، ثم 4 طعنات من جديد في صدرها». لم تكتف راسونيا بذلك؛ إذ «عندما لاحظت أنها لا تزال تتحرّك، أحضرت شريط الهاتف ولففته على رقبتها وشددته بقوّة حتى فقدت الحياة، ثم نظّفت يدي بثيابي ووضعت الجثة خلف الكنبة، داخل الغرفة، ووضعت فرشة فوق ما بقي ظاهراً من الجثّة».
بعد الانتهاء من جريمتها نظّفت راسونيا الأرض بمنشفتين، ثم فتحت الخزانة وأحضرت صندوق «الجواهر»، أي حليّ الفضة، مع مبلغ 450 دولاراً أميركياً و260 ألف ليرة، وأكياس الشكولا الموجودة وعلب السجائر وأغراض أخرى. وضعت ما جنته في حقيبتين، وخرجت. كانت الساعة تزيد على الرابعة والنصف فجراً. أوقفت سيارة تاكسي قاصدة المطار، «هناك توجهت إلى مكتب الأمن العام وادعيت أنني موجودة في المطار منذ ثلاثة أيام وأريد السفر». فتّش عناصر الأمن العام الحقيبتين، فبدأوا رحلة التحرّي التي كشفت الكارثة التي حلّت بوفاء.
تعليقات: