مشروع «Spring Residence».. حمايات وأسوار وأجهزة إنذار لم نتعوّدها

مشروع «Spring Residence»
مشروع «Spring Residence»


«وين رحتو؟..»

عبارة خيامية أو بالأحرى جنوبية ينده بها الزائر أو الزائرة في بلدة الخيام إذا ما كان يريد زيارة عائلة أو شخص معين.

الهدف من العبارة هو إعلان قدوم الزائر لكي يكون بمتسع المضيفين تحضير أنفسهم، إما بلبس المنديل أو النهوض من الفراش أو أمور أخرى...

على كل حال هذه أمور لها علاقة بتراثنا وثقافتنا، حتى أن عبارة «أهلاً وسهلاً» تختصر كل شيء.. أي أنت مرحب بك كما لو أنك قادم إلى أهلك والطريق إلى هناك سهل فلا تجد صعوبة ببلوغ مبتغاك.

لقد قرأت الموضوع المتعلق بمشروع "Spring Residence" عدة مرات وعندما بلغت الإشارة إلى السور الخارجي الذي سيزنره والبوابة ذات التحكم عن بعد والحرس وأجهزة المراقبة وكان ينقص فقط حقل ألغام، اعتقدت للوهلة الأولى أن الحديث يدور عن فرع خارجي للبنتاجون، أو للمنطقة الخضراء سيئة الصيت في بغداد. لكن ما يدعو للدهشة أن هذا الأمر يحدث فعلاً في الخيام.

أمور لا تمت لثقافتنا ولا حضارتنا ولا للفن المعماري الشرقي بصلة أمور غريبة مستجلبة، وأنا اتعهد أن قدماي لن تطأ أرض منزل محاط بكل هذه الحواجز لأني وبكل بساطة لن أشعر بالراحة ولن أشعر أني موضع ترحاب.

أما بالنسبة للبناء في الخيام فهو أمر مفرح إذا ما رأينا أن البلدة التي دمرها العدوان الصهيوني، أعيد اعمارها مرات ومرات كتعبير عن التحدي والتشبث بالأرض، لكن الإعمار يجري بشكل عشوائي لا يعير أي إهتمام بالبنى التحتية، فتجد فيلات تكلفتها ملايين الدولارات وتصلها المياه عبر أنابيب ظاهرة للعيان، أما بالنسبة لمشاريع الصرف الصحي في المستقبل، فحدث ولا حرج.

هناك موضوع البيوت الحجرية التي يجري جرفها من أجل بناء بيوت من الباطون مكانها، تفقد الضيعة جمالها وتاريخها ورونقها المعماري، البلدية تتحمل مسؤلية كبيرة في هذا المجال وعلى المهندسين المعماريين أن يكونوا مستشارين أصحاب ضمير عندما يتعلق الأمر ببناء مساكن جديدة والمساعدة في الحفاظ على تراث البلدة وعدم دفع الناس لجرف البيوت الحجرية بدافع توفير المال.

* محمد عبود - ألمانيا

موضوع ذات صلة:

موضوع "Spring Residence: أعمال الحفر للمشروع انطلقت"

تعليقات: