نهر الليطاني.. إلى أين؟

 نهر الليطاني.. إلى أين؟
نهر الليطاني.. إلى أين؟


تتعرض مياه نهر الليطاني، وهو أطول نهر في لبنان، للعديد من الملوثات كتلك الناتجة بشكل رئيسي عن المصانع وكذلك النيترات والفوسفات الناتجة أساساًعن النشاط الزراعي. أما الملوث الرئيسي فيبقى مياه الصرف الصحي المنزلي الذي يصرف في مياه نهر الليطاني بدون حسيب أو رقيب.

وقد أدى هذا التلوث إلى إختفاء المروج الخضراء والمياه العذبة وأفياء الصفصاف على ضفتي النهر، فلم تعد مقصداً لطالبي الراحة والإستجمام في ذلك السهل الذي كان يوما مقصداً لهواة الصيد، إذ أن حوض الليطاني كان شبه محمية لكثيرٍ من أنواع الطيور التي إنقرضت جراء التلوث البيئي.

حتى أن بحيرة القرعون التي أنشئت مع إنشاء السد بسعة تخزينية حوالي 200 مليون متر مكعب من مياه النهر أصبحت بيئة حاضنة للعديد من الملوثات والبكتيريا الضارة الموجودة بكثرة في مياه الصرف الصحي المنزلي، كما أن المطاعم والمنتزهات المنتشرة على جوانب البحيرة والتي كانت تغص بالمرتادين إليها، أصبحت اليوم خالية.

ولمياه نهر الليطاني أهمية كبرى حيث تستخدم المياه التي يختزنها السد في توليد الطاقة الكهربائية في المعامل الكهربائية الثلاث، مركبا، الأولي وجون التابعة للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني وفي ري ما يزيد عن 1400 هكتار من أراضي سهل البقاع الزراعية وحوالي 36 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في الجنوب اللبناني. وكما بات معلوماً فإن الري بالمياه الملوثة يؤدي حكما إلى تلوث الغذاء وإلحاق الضرر الكبير بالأشخاص اللذين يتناولون هذا الغذاء.

ولتحديد مكامن التلوث، قامت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني عام 2005 بإنشاء وحدة البيئة وكلفتها بمراقبة دائمة لنوعية المياه السطحية من خلال جمع العينات وتحليلها في الحوضين الأعلى والأسفل من نهر الليطاني وبالتالي تحديد مصادر التلوث الرئيسية من نفايات صلبة ونفايات المستشفيات ونفايات المصانع.

أما عن بعض الحلول المقترحة للحد من تلوث مياه نهر الليطاني فتكمن فيما يلي:

السيطرة على مصادر التلوث من خلال تحديد أماكنها وإلزام أصحابها بإيقافها.

معالجة مياه الصرف الصحي بإقامة محطات لمعالجة المياه المبتذلة عند مخارج المدن والتجمعات السكانية.

إنشاء محطات لمعالجة النفايات الصلبة.

إلزام مصانع تحويل الإنتاج الزراعي ومعامل إنتاج الألبان والأجبان والمسالخ بتجهيز منشآتهم بمحطات معالجة للسوائل والفضلات الناتجة عن عملية التصنيع.

بث الوعي الدائم لدى كافة شرائح المجتمع عن مدى الضرر الحاصل في حال إستمرار الوضع على ما هو عليه.

تأسيس وكالة أو مجلس وطني يقوم بالتنسيق بين الوزارات المعنية والبلديات والمجتمع المحلي ومصلحة نهر الليطاني، لإدارة مياه الحوض ووضع حد للإنتهاكات البيئية الجائرة والمتابعة مع مجلس الإنماء والإعمار لأوضاع محطات الصرف الصحي في الحوض.

إن ما تقدم لا يمكن أن يبصر النور إذا لم تتضافر كافة الجهود من حكومية وأهلية لوضع حد لمشكلة التلوث البيئي والحد من أضراره، ليس فقط بالنسبة لمياه نهر الليطاني، إنما أيضا لكافة الموارد المائية في لبنان من أنهار وينابيع ومياه جوفية وذلك من أجل الحفاظ على جودة المياه كأحد أهم مقومات الحياة في لبنان.

----- ------ ----- ------ ----- ------

خصائص نهر الليطاني

إنّه النهر الأطول والأكبر في لبنان، حيث يبلغ طوله 170 كلم، وقدرته المائية تبلغ تقريباً 750 مليون م3 سنوياً والذي أقيمت عليه المشاريع والدراسات للاستفادة منه في إنتاج الطاقة الكهرومائية وتأمين مياه الري والشرب للبقاع والجنوب والساحل بهدف تنمية القطاع الزراعي والكهربائي وللحد من النزوح والهجرة.

حوض الليطاني

يحتل حوض الليطاني المرتبة الأولى من حيث المساحة (2175 كيلومتر مربع) أي حوالي 20% من مساحة لبنان، يقع 80% منها في سهل البقاع و20% في لبنان الجنوبي.

يبلغ متوسط هبوط الأمطار في هذا الحوض 700 مليمتر في السنة أي حوالي 764 مليون م3، تتوزع على الشكل التالي : 543 مليون م3 في سد القرعون و 221 مليون م3 في باقي السدود.

كميات المياه التي يصرّفها الحوض تعادل 24% من المتساقطات الصافية على مجمل الأراضي اللبنانية، وهذه الكمية تمثل أكثر من 40% من مجموع كمية المياه الجارية في الأنهر الداخلية.

نهر الليطاني: منبعه

ينبع نهر الليطاني من عدة ينابيع تدعى ينابيع العليق الواقعة على مسافة عشرة كيلومترات إلى الغرب من مدينة بعلبك، على علو ألف متر ويخترق الليطاني سهل البقاع من شماله إلى جنوبه حيث يحافظ على مستوىً يتراوح بين 800 و 1000 متر.

يزداد تصريفه تدريجياً بسبب الروافد التي تنضم إليه.

نهر الليطاني من منبعه إلى مصبه

نهر الليطاني:أهم روافده

يملك نهر الليطاني 16 رافداً منها:

في البقاع على الضفة اليمنى:

نهر البردوني، نهر شتورا، نهر قب الياس، نبع سعد نايل، نبع عميق، نبع الخريزات ونبع مشغرة.

في البقاع على الضفة اليسرى:

نهر يحفوفا (الذي يروي سهل رياق ) ونهر الغزيل، وهذا الأخير هو أهمها على الإطلاق لأنه يضم نبع رأس العين (تربل)، نبع الفاعور ، عين البيضا، نهر الفارغ، نبع شمسين ونبع عنجر.

جميع هذه الروافد تصب في الليطاني ضمن مسافة عشرة كيلومترات.

في أقصى الجنوب من سهل البقاع يتلقّى الليطاني مياه عين الزرقا ونبع الغلة.

عندما يخرج الليطاني من البقاع ويدخل في القسم المنخفض من مجراه، فانه يهبط من علو 800 متر إلى مستوى البحر ضمن مسافة 100 كيلومتر، ويبلغ هذا الانحدار أشده، على علو خمسماية متر، ضمن مسافة لا تزيد عن أربعين كيلومتر.

في هذا القسم المنخفض يتلقى مياه نهر زريقون ونهر وادي السلوقي.

ينحرف مجرى النهر باتجاه الغرب عند جسر الخردلي، بالقرب من قلعة الشقيف تجاه دير ميماس عند المنسوب 235 متر، حيث يسمى بنهر القاسمية، الذي يصب في البحر المتوسط على بعد ثمانية كيلومترات إلى الشمال من مدينة صور.

تعليقات: