ليس الحنين وحده...ولا الشوق لملاعب الطفولة ...ولا رحيل الأحبة.
ويزيد تعلّقنا بالماضي..هذه الأيام الصعبة الّتي نعيشها.
نعم هو الحنين لزمن مضى.. ولن يعود سوى بالذاكرة.. والذاكرة تضعف كل يوم.
للأحبة كبار السن والقدر: هنيئاً لكم بحياة طفولة، مليئة بالمحبة.. وسهرات
مميّزة تحت أشجار التين وبين خيم (المتيّنين) في سهل الخيام الحبيبة.
هي الحياة ... من عاشها منكم فكل يوم جديد هو مكسب من عمره.
طلبي من الكبار بمحبة: شرح وتوضيح بعض المصطلحات لأبنائهم وأحفادهم.
تمر هذه المصطلحات في سياق ما أكتبه اليوم: (نص مد)(فاقوع)(ثمنيّة) وغيرها.
كتبتها وهي طويلة فأرجو أن لا تكون مملّة أسميتها سابقاً:(قصّة حبّة القمح)
فتكرّم ألأستاذ عبد الأمير علي مهنّا مشكوراً. فقط بإقتراح كلمة (رحلة) مكان(قصة)
ولي بقيّة الكلام.
رحلة حبّة القمح
ياليتهم بقلب خيمه بالسهل نسيوني أو على (الفاقوع)مثل كوز التين شرّحوني
أوخاويت جنّيتة حد الميّات ترقص أو شي حبّة قمح بالثلم زرعوني
وفلاّح طيّب حاطت أمل فيِّ وتحت ترابات بكل محبّي يدفنوني
ولمّا يوصل فصل الشتاء قبل كانون ميّات تشارين الباردة يرطبوني
والقلب يطلع مبسوط مودّع الحبّة وثيابي إللي على جسمي يشلحوني
سنبلي بصير وقمحات توقع من جديد وكل سنة يا حبّات معكم فرخوني
وكل الحلوين عند ما إكبر شوي بهمّة قويّة كل يوم يعشبوني
ويجمعوا سنابل خضرة حزامات يربطوها تا يعملوا فريكاتهم بعد ما يحرقوني
ولمّا السنابل يصير أصفر لونها وصبايا بنعومة إيديهم يحصدوني
في ناس بياخذوا من هالسنابل بيزينوا بيوتهم بعد ما يلونوني
وفي ناس بيعملوني مثل باقات على المصطبة بعصا كبيرة يخبطوني
والباقي بتحملوا سواعد عا بيدر عتيق وتحت صوّان ( نورج ) أهلي يدرسوني
وبمذراية) علّي لفوق مع النسمات ثيابي تطير مش أنا إللي يطيروني
وثيابي هنّي تبن مونة للبهايم بقلب (المعلف )يرموني قبل ما يعلفوني
وعلى صواني صاروا يفردوا الحبّات من التراب والحصى (وزوان ) نقّوني
وبرقة بالمي الغاليّ فوق الحطب مثل كنز كبير شوي شوي نزّلوني
كنت طاهرة نظيفة بلون الثلج كانوا جنب ( الخلقينة ) ( يصولوني)
ومن بعدها لمّا تستوي وتكبر الحبّات على كتافهم وعلى رؤوسهم يحملوني
وعالسطح تحت شعاع جايّي من السماء تحت الشمس على سطوحهم شمّسوني
وعملوا فوقي رجّال من خشب وثياب تيخوفوا الدواري حتّى ما ينقودوني
ومن بعد إيّام والشمس تلذع ويتأكّدوا إنّو من ميّاتهم نشّفوني
وأنا ما همني لا هواءولا شمس ولا همني بعد ما كنت أخضر يبّسوني
صاروا يقيسوا كم (صاع)طلعت الحبّات وبال (نص مد) ألهوِِّ (صاع) قيّسوني
بقلب (العديلة) فوّتوني مع الحبّات وبقلب(أللّكن)مع شويّة مي خلطوني
وبرفق صارت صبيع إمّي وستّي يقلبوا فيّ مبسوط عم( ينمشوني)
ورفعني بإيد خشنة هاك الطحّان صرت نصّين الأوّل بدهم (يجرشوني)
شي حب كبير للطبخ إسمو خشن وشي ناعم تبّولي وكبّي يعملوني
وفي أنعم يخلطوه مع سكّر ومي مثل شوربة طيبي صغارهم يشربوني
كان إسمها(صريصيري) إيّام زمان جوّات بطونهم الولاد دفّوني
كانوا يعلّوني عن شمال وعاليمين تعّبوني من بعد ما تعبوا ومرجحوني
ما حصلوا على خشن وناعم وأنعم إلاّ بعد ما (بغربالهم)الواسع غربلوني
طلع منّي شي طيّر بالهواء (رويشة) بقلب المخدات دكّوني
ونصّي الثاني عا قلبه قرّبوا الحجار وأنعم من الناعم طحين طحنوني
وحتّى ينظفوني من قشر الحبوب (بمنخل)عيونه صغار صاروا ينخلوني
وجابوا شي مدوّر صغير من خشب قالوا عنها(ثمنية) ملّوها وعدّوني
وجابوا طحين لونه غير أبيض إسمه طحين الذرة وبالأسمر يخلطوني
وعا(معجن)مليان مي وملح وخميرة وقد ما قلّبوا فيّ بمعجنهم دوّخوني
ومثل طابات صاروا يلعبوا فيّ غطّوا الطابات بطحين صاروا(يروجوني)
ومثل صف العسكر بساحة معركة طابة جنب طابة صفوف صفّوني
حناين كانوا يخافوا عليّ من اليباس بشقفة طريّة مبللي بالمي غطّوني
بالليل صرت أُورم وصاح الديك قاموا ولّعوا النار وعاللوح حطّوني
وعا (طبلية)صاروا طاباتهم (يرقوا) صرت اُوسع وعا قد القمر وسّعوني
وبعد ما (لاحوا) وتعبت الإدين على(كارة)من قماش ناعم دللّوني
وبخبطة سريعة طلع صوت الآخ كانوا على الصاج فوق النار رميوني
ومن بعد ما إحترق فيّ كل جانب مقمّر حلو عن الصاج شالوني
ومن بعدها وبعد شي ساعات رغيف بعناية فوق رغيف جمعوني
وعا حصيرة بأرض بيت تراب رغيف جنب رغيف عا مهل فرشوني
وبعد ما إنشفت ثاني يوم بقلب(لكن)غميق حسّيت خنقوني
ومن أوّل الضو سحبتني صبيع ولاد صغار بقلب الشاي غطّوني
وفي طحين بيعملوا مناقيش منّه بزعتر بجبنة بكشك خبزوني
بيتزا ,معكرونة, شعيرية ناعمة من بلاد برّا على بلاد سفّروني
كعك خبز فرن وخبز تنّور خبز أسمر للريجيم سمّوني
بسكوت كرواسون مع دوناس شوكولا قطايف بالمعجون صبغوني
ما فيّ عد بكم هيئة صارت الحبّة وبكل أنواع الحلويات شكّلوني
مع الطبخ برغل خشن حطّوا ناعم مع اللحمة مع بهارات دقوني
بقلب صينية حروفها عالية بالفرن كبّة بالصينية حمّروني
وقراص بقلبها لحمة ناعمة فوق زيت عم يغلي سبّحوني
رحلة لحبّة القمح بتملك طموح من سهل الخيام عا آخر الكون ودّوني
يا حبّة القمح عا قد ما العالم برمتي حبة صغيرة شهور كثير برّموني
قلتلهم بغنج شو عم تعملوا فيّ؟ قالولي: عم نهيّر للشتاء موني
ومن بعد هالعجن وبعد الخبيز برغل خبز جوات البطن أكلوني
وبعد الهضم كل واحد بيعرف مصير شغلي طبيعي بعد الأكل يخرجوني
تعليقات: