الحب لا يخترق الأديان


الحب لا يخترق الأديان، وإذا اخترقهم قد يسقط صريعاً من جراء سقطته وربما لا يُصرع فيصبح كما أنه في العناية الفائقة يحتاج لسنوات وربما لمدة طويلة كي يتعافى لأنعاشه من تداعيات السقطة، أو الإحتمال الأقل انتشاراً، ألا وهي أن يتعافى ويعيش الحبيبان في ظل سعادة وتفاهم ضاربين عرض الحائط بما يقال من هنا وهناك، فمجتمعاتنا وأدياننا ما زالتا لا تشجع هذا الأمر ويبدو ذلك جلياً من خلال عدم الترحيب به، بل محاربته ومعارضته.

هناك فئة لا تعترف بالأديان (...)، إن الزواج عندهم يكون ناجحاً وهذه قلة قليلة وذلك مما نكتشفه من النسبة المئوية القليلة جداً في البلدات اللبنانية ، يعني واحد من ألف أو أقل وربما أقل أو أكثر.

ما يساعد على فشل هذا الحب أو الزواج هو الحروب والفتن الدائمة التي حدثت في بلدنا ،وانعكاساتها على الزواج المختلط الأديان، وهنا أشير أن منهم من يترك دينه ليلتحق في دين ٍآخر حباً وتضحية في سبيل حبيبه، هو نفسه قد يتغير ويبدأ باستعادة دينه الذي تخلى عنه وذلك بعد أن يتقدم في العمر ويصبح أكثر نضوجاً.

بما أن الحب مصدره العاطفة فهو متغيّر، ومع الوقت ،هذه العاطفة وتحت سقف الزواج، تبدأ بالتلاشي ، فهذه اللهفة والشوق لرؤية الآخر تخف مع وجودهما تحت سقف بيتٍ واحد، وتتحول العلاقة الغرامية إلى علاقة تحكمها قواعد المنطق والإنسجام حول القضايا ومدى تقاربهما في التعاطي مع مشاكل الحياة ومستجداتها وخاصة عندما يصبحان أباً وأماً وهذا بحد ذاته تغيير كبير في العلاقة لأنهما يبدآن بالتخلّي عن حقوقهما لصالح الأبناء، وإذا لم تكن العلاقة متينة ودعائمها قوية لا تصمد أمام المطبّات ومن أهمها :

-الإستقرار الإقتصادي، يعني توفر المال اللازم للعيش بالمستوى المتفاهمين عليه

-الأستقرار الإجتماعي، يعني البيئة الملائمة والمريحة لهما

الإستقرار الأمني والنفسي وهذا ما يكون عرضة للهزات بسبب ظروف البلد والفتن المتنقلة من حيث الزمان والمكان .

لدينا نوذجاً عن ما أقصد أن الشاب اللبناني عندما يتزوج في الخارج من أجنبية زواجاً مدنياً ، يعيش سعيداً ومستقراً طالما هو مسافر، بينما عندما يقرر العودة لبلده تنحدر نسبة النجاح في الزواج إلى الحضيض .إن النسبة الأكبر من الأجنبيات لا تبقين في لبنان بل يغادرن لسبب عدم التأقلم مع البيئة الجديدة، بعاداتها وتقاليدها .

من هنا يمكننا القول أن الحب لا يخترق الأديان ،أما الطوائف ربما!!

وكما لكل مجتمع ليس من حقيقة مطلقة في مقاربة أي موضوع، هناك حالات ناجحة ومميزة وعكس التيار.

لبنان، لا ينطبق عليه أي قواعد ونظم وخاصة الشعب اللبناني.

تعليقات: