مسرحية قرطة بورطة النقد والنقد الذاتي
أن تقوم مجموعة من الشباب بانجاز عمل مسرحي جاد ليتبع القواعد الأساسية للمسرح وأن يعيد إلى الذاكرة صورة حية وحقيقية لتاريخ المسرح اللبناني في مثل هذا الزمن الرديء .... فوالله إنها لمعجزة !!!...
يقول الراحل الكبير محمد الماغوط : " إلى أن جاء نفر من الشباب المتمرس بالفن" وراح يعرض التمثيلية تلو التمثيلية على خشبات القهاوي وعلى قارعة الطريق ، وكان قد سبقه الكبير يعقوب الشدراوي في عرض إحدى مسرحياته الممنوعة من قبل الرقابة في وسط شارع الحمرا على رغم أنف الرقابة ولا لشيء ولا لطلب ربح مادي، بل ليقول بأن المسرح هو من أرقى الثقافات التي تستحق أن تكون واجهة للوطن....
أي وطن ... فكيف... إذا كان لبنان ، وكيف اذا كانت مدينة النبطية الأعرق في تاريخ المسرح اللبناني ولو كان هذا المسرح "دينيا وإن أردتم الاستيضاح إسألوا المخضرم حسام الصباح!!!....
ما علينا.... فليلى سرحان، صاحبة شبكة مجموعات شبابية- النبطية، ومعها ثعلب الترتيبات الناجحة داني كلاكش إتخذا قرارا عنيدا في سبيل القاء الضوء على هذا النفر من الشباب المتمرس بالعمل الاجتماعي والافساح في المجال لكي يقول كلمته.
البيطاران علي ومحمد ومعهما أم على، وسيلفانا جابر، والمتألقة سمر ضاهر، إبراهيم جابر، عباس فقيه، وسام سلوم، حسن زهري، علي الدقدوق، سجى أبو زيد، فاذا ما جمعنا هؤلاء الابطال المتهورين والقينا بهم في خضم ما يقدم اليوم من مسرحيات، وإذا ما أضفنا اليهم الفتى حسن فقيه صاحب التاج المرصع بالمواهب المتعددة وشقيقته كارين وجبلناهم مع قارئة الفنجان ليلى سرحان والصديق داني كلاكش وبشهادة أكثر من ألف وخمسماية مواطن ممن حضروا مسرحيتهم "قرطة بورطة" بأن هذه المجموعة من الشباب الهاوي تفوق ليس على أترابه فقط ، بل على نفسه، متحديا عراقة المسرح اللبناني داحيا بابا عصيا على الكثير من المحترفين في ظل المسارح اليومية التي تعتمد بشكل أساسي على التقليد والحدث اليومي....
هؤلاء الشباب إقتحموا وسيلة إعلام راقية، عرف بها لبنان الستينات والسبعينات وانكفأت بفعل الحرب اللبنانية البغيضة، وطبعا كل هذا الكلام مستثنى منه مسرح الرحابنة الذي هو بحق مدرسة خاصة تعلمنا منها وتتعلم منها الاجيال، دون أن ننسى المرور الصاعق لمسرح زياد الرحباني الذي تتردد أقواله وأمثولاته عل كل شفة ولسان منذ أمد بعيد، وهنا بيت القصيد "فقرطة بورطة" هي مسرحية روحيتها محمد الماغوط وأستاذها الاساسي زياد الرحباني، هم أي الشباب فهموا اللعبة وعاشوها ووضعوا أساسيات مسرحيتهم وتفاهموا مع ديكورهم وملابسهم ومخرجهم فأتقنوا العمل ونجحوا الى حدود مقبولة، الا ان هذا النجاح المحلي قد يحملهم مسؤوليات جسام خاصة في الجنوب يعني النبطية والجوار ومرجعيون وحاصبيا والعرقوب، فقد أتاحوا للناس مشاهدة مسرح جيد وبناء عليه فهم ملزمون هم وأترابهم ممن يعشقون المسرح بتقديم المزيد من المستوى أو أكثر، وإن ذلك ليس مستحيلا مع شبكة مجموعات شبابية والمناخات المتاحة لهم، لا ضير ولا عجب وليس في الامر أي شيء غريب على هذا الجنوب وشباب الجنوب الذي يصنع المعجزات...
من القلب شكرا لكم جميعا وبخاصة الجمعية وحبيب قلبي وقلب الجميع الفتى حسن فقية والى الامام.
المخرج د. علي ضيا
مسرحية قرطة بورطة النقد والنقد الذاتي
مسرحية قرطة بورطة النقد والنقد الذاتي
تعليقات: