الكاتب أسعد غصن
كلّنا نعشق الجديد..نرمي القديم العتيق غير آسِفين.
جديد اليوم لا يدوم وسرعان ما يصبح قديماً عتيقاً.
(لكنّ العتيق يبقى عتيق) له ذكريات تنبع من داخله.
أنت إبن الأرض والتراب..وإلى الأرض والتراب تعود لتبقى رائحة التراب الّتي شممتها في طفولتك، هي الصديق الوحيد والرفيق الدائم في نومك الأبدي.
عندما أكتب: الكلمات وحدها سلوتي ورفيقة دموعي.
أبكي بمرارة كلما أغمضت عيناي وتأكّدت أنّ الزمن القديم العتيق ذهب ولن يعود ونحن كذلك راحلون.
ما بقي من قديمي سوى:
دمعةٌ وعرزال
فتّشت الوراق الجديدي وقديمي ... ما لقيت غير الهم مع كاسي نديمي
ودفاتر صارت عتيقة مع النسيان ... هيِِّ وحدها كانت بعمري غنيمي
وحروف حزيني بتصاحب ندى ... ووراق مبللّي بعدها عليِِّ حميمي
بعد ما كنت مالك وسيّد الضحكات ... تحوّل عدوّي الضحك وعملتو غريمي
رميت قدّامو كل سلاح بملك ... وقفت من التعب خارت عزيمي
قَرّب خوذ عمري وإمسح الدمعات ... اُصرخ بصوت عالي والصرخة أليمي
عدوّي هرب منّي وأنا بحبّو ... صغرت خطوتي والخطوي لئيمي
وأنا عم إركض لمحت عرزال ... َندْهت غصونو ماإشتقت لنسيمي؟
ومثل نجدي جايي من أعلى سما ... ومثل طفل بين أحضان إمّو إرتمى
غمّضت عيون بالعرزال ورجعت لقديمي
تعليقات: