صف الروضة الثانية في «مدرسة الإيمان - الهبارية» («السفير»)
استقبلت «مدرسة الإيمان» في منطقة العرقوب، التابعة «لجمعية التربية الإسلامية في الهبارية»، سبعة مدرسين و120 تلميذا وتلميذة، جميعهم من النازحين السوريين إلى قرى حاصبيا، حيث تم توزيعهم على سبعة صفوف في مراحل الروضة الثانية وحتى الصف الأساسي السادس. وذلك على مدى خمسة أيام أسبوعياً، في دوام مسائي يبدأ من الثانية وحتى السادسة. واتسم العام الدراسي الجديد للسوريين الذي انطلق قبل أسبوع، بـ«النجاح المستمر».
وشرح مدير المدرسة وسيم سويد «الاستعدادات الضرورية لاستقبال التلاميذ التي قامت بها المدرسة والتي أدت إلى انطلاقة مميزة للتلاميذ السوريين»، وهي استعدادات بدأت «بعملية إحصائية لعدد التلاميذ، لنبدأ في ما بعد العمل على تأمين مدرسين سوريين». ولفت سويد إلى أن المدرسة تعاقدت مع سبعة مدرسين براتب شهري قدره 500 دولار أميركي، لتستكمل لاحقا باقي الخطوات «كتأمين حافلات لتقل التلاميذ من القرى التي يقطنون فيها إلى المدرسة، بالإضافة إلى تزويدهم باللوازم المدرسية وبكتب حسب المناهج التربوية السورية، لكي لا يشعر التلميذ بالغربة». كما أشار سويد إلى أن «المدرسة بصدد إعطاء التلاميذ إفادة رسمية مصدقة من وزارة التربية اللبنانية ذلك أن الوزارة كانت قد عممت على المدارس ضرورة تسهيل دخول التلاميذ السوريين ومساعدتهم في تحصيلهم العلمي حسب المناهج السورية».
وتوقع سويد ارتفاع عدد التلاميذ إلى ما يقارب 150 تلميذا، في ظل استمرار توافد النازحين إلى المنطقة، لافتاً «إلى وجود ما بين 50 و60 تلميذاً سورياً، موزعين على عدد من الثانويات والمدارس الرسمية في مختلف قرى حاصبيا والعرقوب». وأشار سويد إلى أن تكلفة العام الدراسي للتلميذ السوري في المدرسة «تبلغ نحو ألف دولار سنويا، حيث يشمل المبلغ بدل المدرسين، والكتب، والنقل، والتدفئة، وغيرها من اللوازم»، معلناً عن «تكفل المدرسة بكامل النفقات». غير أنه أمل في الوقت نفسه «أن تبادر بعض الجمعيات والجهات المانحة في المساهمة، خاصة أن همنا الأساسي هو مساعدة النازحين وتحديدا في المجال التربوي، وتفادي حرمانهم من النشاطات الترفيهية والرياضية والرحلات والهدايا في فترة الأعياد».
من جهته، أكد مسؤول «الجماعة الإسلامية» في شبعا محمد الجرار، اهتمام «الجماعة» بكل «ما يتعلق بالنازحين السوريين، وخصوصا الموضوع التربوي الذي نعيره كل اهتمام فكان أن عملنا على تأمين حاجيات العام الدراسي». كما توقع الجرار «أن يزداد عدد التلاميذ خلال الفترة المقبلة مع استمرار تدفق العائلات النازحة»، ما دفع الجماعة «إلى العمل أكثر لتأمين مقاعد لكل التلاميذ الجدد مهما زاد عددهم»، معرباً عن تفاجئه «بالجدية التي يبديها التلاميذ والمدرسون السوريون». وشكر زاهي، وهو أحد المدرسين السوريين المتعاقدين مع المدرسة، «القيمين على هذا العمل التربوي، الذي أتاح للتلاميذ السوريين متابعة تحصيلهم العلمي مجانا». وكشف أن الإدارة «عملت على شطب وإزالة صور الرئيس بشار الأسد، وكل ما يمت بصلة الى النظام السوري من البرامج التربوية والكتب قبل التدريس، وتحديدا من الكتاب الوطني المعتمد في المدارس السورية». وانتقد زاهي المناهج التربوية السورية «التقليدية والموروثة من جيل إلى جيل على عكس تلك المعتمدة في لبنان، والتي تواكب الحضارة العالمية تصاعديا». أضاف «راتب المدرس حامل الإجازة، عندنا يتراوح بين 150 و200 دولار، البناء المدرسي صمم على شكل ثكنة عسكرية روسية، المحسوبيات تنخر القطاع التربوي، حتى وصلت الشهادة عندنا إلى أدنى مستوى، ونأمل في الفترة المقبلة أن يتحسن الوضع التربوي مع انتفاضة شعبنا».
المدرسة السورية حنان، التي تدرس اللغة الإنكليزية، وصفت انطلاقة العام الدراسي بالممتازة، «هناك جدية في التعاطي، بدأ الطلاب يتأقلمون مع صفوفهم المستحدثة، نحن كمدرسين وطلاب لدينا شعور جيد بأن العام الدراسي سيكلل بالنجاح، ولن يخسر طلابنا عامهم الدراسي. فلا معوقات ولا مشاكل واجهتنا، بل على العكس تأمنت كل الحاجات للطلاب والمدرسين. وكلنا أمل أن تزول الغيمة السوداء عن بلدنا ونعود جميعا إلى قرانا ومدارسنا مع كل التقدير للبنان دولة وشعبا ومؤسسات».
الطالب حسن حموي (7 سنوات)، من ريف دمشق، قال: «البداية كانت صعبة، وبعد أسبوع من الدراسة، بدأنا نتعود على الجو هنا. وأكثر ما يزعجني المنزل، حيث أقيم مع عائلتي المؤلفة من 7 أفراد. فليس لدينا سوى غرفة واحدة، اليوم أتابع دروسي في العراء ولفترة ساعة أو ساعتين، لكن مع هطول المطر، تصبح متابعة الدروس في الغرفة المحشورة بالأهل والإخوة مشكلة بسبب ضيق المكان».
تعليقات: