«الإنترنت» لا يزال غائباً في الجنوب
لا يزال أبناء معظم القرى والبلدات الحدودية في بنت جبيل ومرجعيون، محرومين من الاستفادة من خدمة الإنترنت (DSL)، رغم وعود وزارة الاتصالات بتأمين هذه الخدمة لكل منزل في لبنان. بعض قرى المنطقة حصلت على هذه الخدمة من مؤسسات خاصة يديرها أشخاص من أبناء المنطقة، مقابل كلفة مالية مرتفعة. وتبقى هذه الخدمة بطيئة إذا ما قورنت بخدمة الـ(DSL) التي وصلت قبل عامين إلى بلدات بنت جبيل وتبنين وخربة سلم، وقيل يومها إن «العمل جارٍ لإيصال الخدمة الى كل قرى المنطقة وبلداتها». ليس بطء الخدمة الخاصة ما يزعج الأهالي، هناك أيضاً خوف المواطنين من اختراق خصوصياتهم نتيجة اللجوء إلى مؤسسات خاصة. يقول فادي فرحات إن «أجهزة الكمبيوتر الخاصة باتت مكشوفة لأشخاص لا نعرفهم». ويتخوّف رامي قازان من قدرة «أصحاب مؤسسات الإنترنت الخاصة على الدخول الى أجهزة الكمبيوتر الخلوي الخاصة، ورؤية الصور الخاصة بنا وما نخزّنه من معلومات وغيرها».
من ناحية ثانية، تصل الكلفة التي يتكبدها المشترك في خدمة الإنترنت الخاصة إلى خمسين ألف ليرة شهرياً، إضافة الى بدل الأجهزة التي تؤمنها المؤسسات الخاصة لإيصال شبكة الإنترنت الى المنازل، والتي تتراوح كلفتها بين 150 و200 دولار أميركي. أما في القرى التي لم تصلها هذه الخدمة بعد، فيضطرّ طلاب المدارس والجامعات، وحتى أصحاب الأعمال، إلى الانتقال الى بلدات أخرى يومياً لاستخدام الإنترنت. يقول محمد بركات ابن بلدة رب تلاتين: «أقصد بلدة العديسة ثلاث مرّات أسبوعياً على الأقل، وأدفع مقابل الحصول على هذه الخدمة ما يقارب 5000 لبنانية».
أما فادي كرنيب فيستغرب «عدم تجهيز سنترالات الهاتف الثابت لتأمين خدمة الإنترنت السريع، رغم أن معظم أبناء المنطقة أصبحوا من المشتركين في الهاتف، ويدفعون ما يتوجّب عليهم، وقد راجعنا مراراً المعنيين في أوجيرو، لكن لا إجابات مقنعة».
مصدر في أوجيرو بيّن أن «تجهيز السنترالات في المنطقة أمر غير مكلف وبسيط جداً، وبإمكان هذه السنترالات أن تؤمن هذه الخدمة عبر الهوائيات، كما يفعل التجّار الصغار في المنطقة، لكن يبدو أن هناك أسباباً خفيّة وراء ذلك، وقد يكون السبب وجود بعض المنتفعين من عدم وجود هذه الخدمة». وأشار الى أن «وزارة الاتصالات كلّفت متعهدين منذ أكثر من سنتين لإيصال شبكة الإنترنت الى سنترالات الهاتف الثابت الموجودة في المنطقة، التي جهّزت بما يلزم لتأمين خدمة الإنترنت للمشتركين، لكن المتعهدين لم ينجزوا أعمالهم بعد»، ما يعني، بحسب المصدر، أن «المتعهدين هم المسؤولون اليوم عن تأخر تأمين الخدمة للأهالي».
تعليقات: