مياه النهر سوداء داكنة بسبب التلوث
التلوّث يجتاح نهر الحاصباني ومجراه مليء بزيبار الزيتون
الحاصباني:
تُعتبر مشكلة التلوث التي تجتاح حوض الحاصباني، في مثل هذا الوقت من كل عام، من أكبر وأخطر المشاكل البيئية التي تعانيها هذه البقعة الخضراء منذ سنوات وسنوات، بسبب تسرّب كميات كبيرة من المياه الآسنة والصرف الصحي التي تتسرّب من القرى والبلدات عبر المجاري الشتوية إلى مجرى نهر الحاصباني عند أول شتوة، تتبعها كميات مماثلة من زيبار الزيتون وملوثاتة من المعاصر المنتشرة بشكل عشوائي في هذه المنطقة، فتتحول معها مياه النهر العذبة إلى سوداء داكنة تنبعث منها الروائح الكريهة، ومصدراً للأوبئة التي تهدّد الثروة السمكية والحياة المائية في هذا المرفق الحيوي. ناهيك عن الأضرار الفادحة التي تطال البساتين المحاذية لضفتيه، وخاصة تلك المزروعة بالخضار والفاكهة، الأمر الذي بات يتطلب تدخلاً سريعاً من قبل الجهات المعنية، خاصة من قبل وزارتي البيئة والطاقة والمياه لمحاصرة هذه المشكلة، وإيجاد حلول جذرية لها عبر خطة شاملة ومدروسة ترفع هذا الضرر عن مجرى النهر، خاصة وأن كل المحاولات التي لجأت إليها خلال السنوات الماضية، العديد من بلديات المنطقة بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات محلية وأجنبية، قد أثبتت فشلها.
{ ويُشير نائب رئيس بلدية حاصبيا يوسف أبو صالح إلى أن مشكلة تلوث نهر الحاصباني مزمنة، وأن البلدية، ومنذ اليوم الأول لتسلمها مهامها رسمياً، وضعت هذه المشكلة في سلّم أولوياتها، وخلال السنوات الثلاث الماضية قامت بما هو مطلوب منها ضمن إمكانياتها المتواضعة بهدف الحد من هذا التلوث، حيث أن الحل يتطلب ميزانية مرتفعة تفوق قدرة البلدية، وهناك مساع حثيثة يقوم بها رئيس البلدية لتنفيذ مشروع شامل يحل هذه المشكلة جذرياً.
وأشار أبو صالح إلى أن بلديته، ومن أجل المحافظة على البيئة وعلى نهر الحاصباني أيضاً، وقّعت اتفاقاً مع بلدية كوكبا من أجل تشغيل محطة التكرير القريبة من ضفة الحاصباني، على أن يتعهد أصحاب المعاصر بنقل زيبار الزيتون عبر الصهاريج إلى المحطة لتكريره منعاً للتلوث الذي كان يحصل في السنوات السابقة.
{ مختار حاصبيا الشيخ أمين زويهد، وصف التلوث الذي يجتاح نهر الحاصباني بالكارثة الحقيقية التي لا يمكن السكوت عليها بعد اليوم، لافتاً إلى أن تجمّع مخاتير حاصبيا، بالتعاون مع العديد من الجمعيات والمؤسسات الأهلية، بذلوا خلال السنوات الماضية جهوداً مكثفة مع أصحاب المعاصر ومع المراجع المختصة، من أجل إيجاد حلول آنية من شأنها حماية مجرى النهر من أي تلوث باعتباره شريان الحياة الرئيسي لحاصبيا ومنطقتها.
وأمل زويهد من الجهات المعنية، إيلاء مشكلة تلوث الحاصباني اهتماماً خاصاً هذه السنة، خاصة وأن موسم قطاف الزيتون وعصره ما زال في بدايته، وذلك من خلال تطبيق الأنظمة والقوانين البيئية المرعية الإجراء بحق المخالفين من أصحاب المعاصر، وكل من تسوّل له نفسه العبث بهذه النعمة التي علينا جميعاً تحمّل مسؤولية المحافظة عليها وحمايتها من أي أذى.
تعليقات: