الخيام .. يا أغلى الغَوالي
خيامٌ عَشِقتُهَا وعَشِقْتُ هَواها
عَشِقتُ أرضَها وعَشِقتُ سَماها
إبتعدتُ عنها مُكْرَهاً
لكنِّي أبداً لم أنساها.
وُلِدْتُ وترعرعتُ بعيداً عنها
لكنَّ الفؤاد لم يَزَلْ يُرددُ أهواها.
خيامٌ ها أنا أعودُ إليكِ بِعقلي وفِكري
لأنْهَل من هواكِ نَفَسي
ومن شَمسِكِ دِفئي
ومن زهورِ مَرجِكِ عِطري.
خيام لستُ وحدي من يهواكِ
فحُبُّكِ يُشاركني به الأوفياء من أهْلِكِ
الأوفياء لماضيك ولحاضرك
الأوفياء لِمَرجِكِ ونَبعِكِ
لسَمائكِ وثراكِ
الذي إحتضن العديد من الأحِبَّة.
عشقتُ زهورَكِ
عشقت طُيورَكِ
التي ما إنكفأت تمجِّد خَالِقَكِ
تَصْدَحُ كلَّ صَباح بأشجى الألحان.
عشقتُ تينكِ وزيتونكِ
عشقتُ قمحكِ وخُضرَتكِ
فكلُّ ما فيكِ يمجِّد خَالِقَ الأكوانِ
ويصدِحُ ليلَ نهار اللهُ أكبر.
عشقتُ تناغُمَ الأذانِ مِنْ حُسَيْنِيَتكِ
مع صوتِ الأجراسِ من كنائِسِكِ
تناغماً أشبهَ بسمفونيةٍ رائعة ٍ
لم يلحِّنُها بَشَرْ.
خيامُ يا أغلى الغَوالي
ليتَ لي أن أعيدَ الزَّمانَ الماضي
يَوْمَ رَزَقْتِنِي الحَبيبةَ التي مَلأتْ عُمْرِيَ الخَالي
سحراً وحباً وجمالاً
لَيتَ الزَّمَانَ يعود
لأستذكِرَ يومَ اللقاء
وأعيشَ مجدداً فرحةَ العِشقِ
الذي وُلِدَ طِفلاً صغيراً
وأصبحَ اليومَ أكبر وأقوى
فإليكِ يا سَاحِرَتيِ أُهْديكِ عَذْبَ الكَلام ،
" قلبي تَقاسَمَهُ عَيْناكِ والوَترْ
والعُمرُ أنتِ وأنتِ الصَّحْوُ والمَطرْ
وأنتِ سَمائي لا حُدودَ لها
فيكِ إبتدى يا حُلوَتي العُمُرْ ".
* رائد حكمت طويل
تعليقات: