تنشر القوى الأمنية رجال أمن بثياب مدنية بهدف القبض على منفذي عمليات السلب (أرشيف «السفير»)
وزير الداخلية لـ «السفير»: ثمة خيوط أولية لتوقيف العصابات
وقائـع11 عمليـة سلـب مسـلّح: انتبهـوا مـن السيـر ليـلاً
تشير معلومات رسمية خاصة إلى أن عمليات السلب المسلّح تنمو يوماً بعد يوم، وتنفذها أكثر من عصابة، متخذة من طريق المطار مركزاً للانطلاق والتنفيذ، فيما الضحايا هم مواطنون لبنانيون، خلافاً للعمليات السابقة التي كانت تستهدف الأجانب والعمال غير اللبنانيين.
وبينما تغيب عمليات السلب الأخيرة عن وكالات الأنباء المحلية، يغدو الحصول على المعلومات محصوراً بالمخبرين الأمنيين الذين يعملون ميدانياً. ويغدو الأمن الاجتماعي، وسط الغليان الأمني - السياسي السائد، غائباً عن وسائل الإعلام، كما لو أنه يسير بلا أي فلتان يزداد يوماً تلو يوم، علماً أن الوقائع الرسمية تنذر بضرورة وضع خطة أمنية، ونشر دوريات معززة.
لكن وزير الداخلية مروان شربل، وبـــعد اطلاعه عـــلى الوقائـــع المتوافرة لدى «السفير»، قـــال إن «الأجهزة الأمنية المعنية كُلفت في متابعة الموضوع، ولا نريد نشر دوريات أمنية ظاهرة، لأن هدفنا القــبض على الفاعلين، لا إرجـاء عملـيات السلـب لمـدة معينة».
وأشار شربل إلى «وجود خيوط أولية لمنفذي العمليات الأخيرة، نعمل على التأكد منها. لكن المعطيات الحالية لا تبشّر بتوقيف هؤلاء بسرعة، لأن المعلومات المتوافرة عنهم ليست كاملة، إذ إن غالبية المواطنين الذين تعرّضوا للسلب لا يملكون رقم السيارة أو الدراجة النارية التي تعرّضت لهم، ولا يذكرون تفاصيل الوجوه غير الملثمة».
وفيما توقعت مصادر أمنية معنية أن يكون الدافع الرئيس خلف عمليات السلب هو بقصد ابتياع المخدرات، شكك شربل في الأمر، معتبراً أن منفذي عمليات السلب «كأنهم يقولون أعطنا خبزنا كفاف يومنا».
لكن سواء كان هدف هؤلاء شراء المخدرات أم الخبز، ثمة عمليات تتكرر بوتيرة شبه يومية، خصوصاً منذ بداية الشهر الجاري، وتعرض «السفير» أبرز عمليات السلب التي وقعت في يومين، وبلغ عددها 11 عملية استخدمت فيها الأسلحة الحربية والبيضاء، بالإضافة إلى الخطف، في بقع جغرافية لصيقة وأوقات زمنية متقاربة.
عند الساعة الثانية والنصف فجراً، كان ح.ش. وزوجته ف.ز. في سيارتهما في طريق المطار القديم، ينتظران وصول طائرة لاستقبال أحد المسافرين، عندما أقدم مجهولان على شهر مسدس حربي وسكين بوجهيهما، وسلبا من ف. هاتفها الخلوي، ثم لاذا بالفرار إلى جهة مجهولة.
وفي طريق المطار ـ جادة الأسد، أقدم شخصان مجهولان كانا يستقلان دراجة نارية صغيرة سوداء اللون، على شهر سكين بوجه ع. ف. أثناء وقوفه قبل نفق المدينة الرياضية، وسلباه مبلغ 5 ملايين و400 ألف ليرة، وهاتفاً خلوياً يحمل الرقم 03943736، ثم فرا إلى جهة مجهولة.
وإذا كانت ف. قد سُلبت عنوة هاتفها كما سُلب ع.، إلا أن إ.ي.ص. سُلب بأسلوب احتيالي: تعطّلت سيارته من طراز «مرسيدس» عند الثالثة والنصف فجراً في محلة خلدة. وفيما كان يحاول تصليحها، أتى شخصان مجهولان على متن سيارة كورية الصنع، حمراء اللون.
قال الرجلان إنهما يريدان مساعدته، وطلبا منه مرافقتهما إلى محلة الأوزاعي. وما إن وصلوا إلى الأوزاعي، حتى شهر الرجلان مسدسين حربيين بوجهه، وسلباه محفظته التي كانت تحوي مبلغ خمسة آلاف دولار وأوراقه الثبوتية اللبنانية والكولومبية.
وفي إفادته، قال الرجل إن سائق السيارة عمره نحو 25 عاماً، أبيض البشرة ذو لحية طويلة، والثاني أيضاً عمره نحو 25 عاماً، لكنه أسمر البشرة ذو شعر أسود اللون.
الأوزاعي بالقرب من «النافعة»: 3 أشخاص كانوا يستقلون سيارة من نوع «نيسان تيدا» سوداء اللون، يعترضون طريق أ. ح. ح.، منتحلين صفة أمنية، ويشهرون بوجهه مسدسات حربية، ثم يسلبونه 1300 دولار، ومليوناً ونصف المليون ليرة، وشيكاً مصرفياً بقيمة مليون ونصف المليون ليرة!
الثانية فجراً. طريق عام خلدة: ثلاثة شبان هم محمد. ح.ب. وأسامة. ع.ع. وحسين. و.ظ.، يجلسون في سيارة من طراز «مرسيدس» يملكها أسامة. تصل 5 دراجات نارية صغيرة، ويترجل منها تسعة أشخاص. شهر بعضهم مسدسات حربية، وحاولوا سلب الشبان الثلاثة مبالغ مالية.
لكن عندما قاوم هؤلاء، أطلق المسلحون الرصاص على أقدامهم فأصابوهم، ثم اقتادوهم بسيارة أسامة إلى سطح أحد الأبنية في مخيم برج البراجنة. ولما وصلوا، أطلقوا النار مجدداً على أقدامهم، وطلبوا من محمد الاتصال بأحد أقاربه لتأمين مبلغ خمسة آلاف دولار، مقابل الإفراج عنهم. أطلق سراحهم بعد سداد الفدية، ونقلوا إلى المستشفى.
لا تقتصر عمليات السلب المسلّح على توقيف المارة واستهدافهم، بل تطال أخيراً المحال التجارية، إذ أقدم شخص مجهول على الدخول إلى محل فرح. أ.م. المعد لبيع الإكسسوار، في محلة خلدة عند الطريق العام قرب «أفران شمسين»، وشهر بوجهها مسدساً حربياً ثم سلبها 1200 دولار وشيكات مصرفية وأوراقاً ثبوتية.
من خلدة إلى عرمون
كان أ.ي.ح. وم.م.، يقفان عند الأوتوستراد الشرقي في عرمون، عند السادسة مساء، عندما اعترضهما شخصان كانا يستقلان دراجة نارية صغيرة الحجم بيضاء اللون، وشهر أحدهما سكيناً في وجههما، ثم سلبهما مبلغ ستمئة دولار.
وفي المنطقة ذاتها، وما إن وصل أ.م.ح. مستقلاً سيارة أجرة من خلدة، حتى أقدم أحد الأشخاص في سيارة من طراز «مرسيدس» بيضاء اللون، على رفع سكين بوجهه، وقام البقية بسلبه مبلغ ستمئة ألف ليرة، ثم أنزلوه في الطريق العام ولاذوا بالفرار.
أما صاحب مطعم في عرمون، بهاء ص.ج.، فقد سُلب على نحو أكثر احترافية، وبسرعة: اقتحم مجهولون المطعم، وشهروا بوجه بهاء سلاحاً حربياً، لكنهم بدلاً من سلبه مالاً نقدياً، سلبوه 7 قوارير غاز ومكنة حمص ومولدا كهربائيا و5 هواتف خلوية!
وبأسلوب يشبه السيارة «المفخخة» التي سلبت أ. في عرمون، سلب أربعة أشخاص آ.ف.أ.، عندما كان معهم في سيارة أجرة من طراز «بيجو» سوداء اللون، إذ أقدم أحدهم على شهر مسدس حربي بوجهه ما إن وصلت السيارة إلى محلة جسر الفيات. ثم سلبوه أربعمئة ألف ليرة وهاتفاً خلوياً، وأنزلوه في الشارع.
في اليوم ذاته، وعند العاشرة ليلاً، سلب مجهولون هـ.خ.ح. الذي كان موجوداً داخل سيارته في شارع الزلقا العام، من طراز «بيكانتو» ذهبية اللون تحمل لوحتها الرقم 451430 ب.
وذلك عندما اعترضه أربعة أشخاص كانوا يستقلون سيارة رصاصية اللون ذات زجاج أسود داكن ومن دون لوحات، وشهروا بوجهه رشاشاً حربياً، ثم سلبوه سيارته ورخصة سيرها ومبلغ تسعمئة دولار، وجهازين خلويين يحملان الرقمين 70413056 و70521182، بالإضافة إلى بعض الأوراق الخاصة، وجهاز «IPAD».
مواطن أمني
وسط استمرار عمليات السلب، وعدم توقيف العصابات كافة حتى الآن، يبدو أن المواطن، غير الأمني، معني بالمساهمة أمنياً، إذ أدى اتصال هاتفي من أحد المواطنين في سن الفيل، الى القبض على شخصين محترفين في السرقة والسلب.
حدث ذلك قبل أربعة أيام، عندما ورد اتصال هاتفي إلى غرفة عمليات منطقة الجديدة، يقول فيه المتصل إنه يشتبه بشخصين يقفان قرب أحد الأبنية في سن الفيل، وإلى جانبهما دراجة نارية.
بعد الاتصال الهاتفي، توجهت إلى المكان دورية من فصيلة سن الفيل، بمؤازرة دورية من فصيلة الدكوانة وأخرى من مفرزة طوارئ الجديدة. وتم توقيف أ.م. وم.س.، وتبين أنهما من أصحاب السوابق وكانا يتجهزان لعملية سلب، وضبط بحوزتهما مسدس حربي وحقيبة يد نسائية نشلت من إحدى السيدات.
وفي السياق، يقول وزير الداخلية، في حديث مع «السفير»، إن «المواطن يستطيع مساعدتنا، كما حدث مع الشاب في سن الفيل. وإذا تقاعست الدوريات الأمنية عن أدائها فور الاتصال، فإن عقابها يكون مضاعفاً»، داعياً المواطن الذي يتعرض للسلب إلى «محاولة حفظ الوجه ورقم السيارة، وأي معلومة قد تفيد القوى الأمنية».
أطلق النار على خصيتيه!
إذا كانت عمليات السلب الأخيرة تدل على فلتان أمني غير سياسي، وتمادٍ من جانب منفذي العمليات، إلا أنها أيضاً تدل على سلوك يشي بأن المجهولين الذين يكررون السلب يومياً، لا يأبهون بتحرّك القوى الأمنية.
ومن بين هؤلاء من لا يكتفي بعملية سلب، بل يستمر في سلوكه حتى بعد تنفيذ السلب أو النشل، كما حدث قبل نحو أسبوع مع مجهولين، يظنّ مخبرون أمنيون أنهما نفذا جريمتهما بعد عملية سلب نفذاها في طريق المطار.
وتشير المعطيات إلى أن م.ع.ح.، وهو رجل سبعيني، تعرّض لإطلاق نار في خصيتيه، عندما أتى مجهولان إلى عربته في محلة الرمل العالي في طريق المطار، وطلبا منه كعكتين.
أعطى الرجل كل منهما كعكة، ثم طلب منهما ثمنهما، فما كان من أحدهما إلا أن شهر مسدسه الحربي، وأطلق عليه النار فأصابه في خصيتيه، ثم لاذا بالفرار، فيما نقل الرجل إلى «مستشفى الرسول» في المنطقة ذاتها.
تعليقات: