يا ليتنا كنا معكم...
كثيراً ما نردد هذه العبارة، خصوصاً في شهر محرم، ونتفاعل مع واقعة كربلاء بطريقة تشعرنا بالخجل كوننا لم نكن معهم، ولم ننصرهم. كما أننا دائماً وعند شربنا للماء، نلعن من ظلم آل بيت محمد، ومنع عنهم الماء،، وكأننا نلوم أنفسنا لاستمتاعنا بشرب الماء في الوقت الذي استُشهد سيدنا ومولانا الحسين وآل بيته عليهم السلام وهم عُطاشى.
كما أنه يراودني شعور بشيء من الظلم، لحرماننا من معاصرة رسول الله، ورؤيته البهية ورؤية الأئمة الأطهار الذين سطروا أروع وأسمى معاني مكارم الأخلاق، والتزود بأحكام الدين منهم مباشرة، وأتساءل..ألا يحتسب لنا هذا الحرمان عند الله؟ لكن..أعود، ومن منطلق ثقتي بالعدالة الإلهية،، ومن حقيقة أننا بشر،، محكومون بالولادة والموت، لأصل إلى قناعة ويقين بأننا وعلى الرغم من عدم تواجدنا معهم بالجسد،، فإن الله عز وجل،، لم يحرمنا من أن نكون معهم بالروح والفكر والثبات على المبدأ وتقديم النصرة لهم،، بل وأمرنا بذلك، ونحن كذلك إن شاء الله.
فالمواجهة اليوم أصعب،، هنالك الآف مؤلفة من ذرية يزيد الملعون وغيره من الطغاة،، انتشروا في العالم، بجنسيات مختلفة،، بألوان مختلفة، ينصِّبون أنفسهم حماةً للدين والعقيدة،، ينشرون الجهل باسم الإسلام، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ،، يشهدون بأن لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وباسم الله يقتلون كل يوم أحباب الله... لماذا الاستغراب،، فلمثل هؤلاء أوجد الله النار، وبئس المصير.
المشهد قاسٍ جداً، والصورة مظلمة، لكن بفضلٍ من الله، وثلة من المخلصين لدين الله ورسوله وأهل بيته الطاهرين،، وهم ليسوا بالضرورة أن يكونوا جميعاً من أتباع مذهب أهل البيت، سيبقى الأمل موجود، أولئـك الذين يصارعون الظلم والشـر والكفر...غير آبهين بقلة عـددهم ، متوكلين على الله، يؤمنون بقول الإمـام علي عليه السـلام "لا تستوحشوا طريق الحق وإن قـلَّ سالكيه".
المعركة ما زالت مستمرة،، وسنبقى كذلك ليوم ظهور إمامنا المهدي عجل الله فرجه الشريف، نسأل الله أن يثبتنا على نصرة دينه،، فنحن معهم إن شاء الله.
تعليقات: