ورقة التين لا تسقط من الشجرة الا بقدرة الله وبعلم منه
طال بي الوقت كي أدخل في هذا الموضوع الشائك الذي لا يخلو من الخوف لما فيه من تناقضات ومتاهات وقناعات ومعتقدات.
من هذه المعتقدات والتناقضات هو أنّ هناك الكثيرين ممن يؤمنون انّ كل ما يجري في هذا الكون وما يجري عليه هو بإرادة ربانية وخاصة ما يحصل على كوكب الأرض.
إنّ هؤلاء الذين يؤمنون إيماناً مطلقاً انّ لله يد في كل ما يحصل على هذا الكوكب، وما أكثر أحداثها..
الكثير منهم يعتقدون أنّ ورقة التين لا تسقط من الشجرة الا بقدرة الله وبعلم منه..
ولا تسقط قطرة ماء من السماء الا بأمره.
كذلك الذين يقولون "ما يصيبكم الا ما كتب الله لكم" هم أيضا كثر، لكن اذا طبّق على الغير، أي بمعنى إن احترق متجر لشخص ما يقول الآخر الذي يؤمن بهذه المقولة ان الله هو الذي اراد لهذا المتجر أن يحترق وعلى صاحبه أن يقبل حكمة الله وارادته ولو كان له نصيب في هذا المال لما حصل ما حصل. لكن هناك من يناقض هذه النظرية وبشدة إذا طبّقت عليه. فهو نفسه الذي آمن بأنّ ورقة التين لا تسقط الا بإرادة ربانية، نراه إذا ربح وكان هذا الربح زاخرا يحمد الله ويشكره ويزيد بصلاته ركعة شكر ردا على هذه المكرمة الربانية، لكن إن خسر يرفض الخسارة ووضع الملامة على الله ويتناسى مقولة "ما يصيبكم الا ما كتب الله لكم ".
من هنا إمّا أن نسلّم أنّ الربح من الله والخسارة منه وان نعمل بمقولة "ما يصيبكم الا ما كتب الله لكم" ونشكره على الربح والخسارة، او أن نقول أن الله ليس له يد في كل ما يجري في هذا الكون وخاصة على الأرض. أم نعود الى الله مرة ثانية ونعمل بالقول المأثور "ألا تعلم أنّ الله يرى وهو ليس بغافل عن شيء" ونسلّم بأمره وبأنّ ما يجري وما يحصل هو بإرادة ربانية وهو العالم بالغيب الصانع والمدبر لكل شيء. وهنا على الجنس البشري الذي يؤمن بقدرة الله وخصائصه ليحمده ويشكره ويتقبل منه كل شيء او أن يكون هناك علامة استفهام، نقبل منه اشياء ونرفض اشياء أخرى، وهذا بعني الشرك به أو عدم الرضى عن بعض أعماله كالذي يحصل لنا اليوم. هنا الخوف والجرأة معا أن ادخل في هكذا موضوع وأين الله منه .
لنعد الى الوراء الى واقعة كربلاء، ألم يكن الله يعلم بها وهو العالم في كل شيء، على أن هناك شخص وهو لم يزل في بطن أمه إسمه "يزيد بن معاوية" هو من سيقتل "الحسين بن علي"، وهو الخالق له ولو شاء لما أخرجه من بطن أمه الى الحياة؟
ماذا نقول وماذا عسانا فاعلون؟
هل كان الله يريد ذلك وهو العادل الحكيم وأن نقبل منه كل شيء ونحن له شاكرون صامتون أم لنكون له لائمون، أم كان لله حكمة في ذلك؟
تعليقات: