دخنة الكاز وشحتار أسود بيعبقو لما ولّع البابور

بعمرنا بنطلّع بالناس ما بنشوفهم..مش هروب..عيوننا عليهم ..بس الفكر شارد هوِّ وصاحبه.. بإيّام زمان ويا حلاوة إيّام زمان.. بنطّلع حوالينا مثل المجانين .. بنشوف شجرة تين بنحمل وراقها بنشم ريحة الماضي .. ويوم لقيت عالأرض(بنّور) هيك كنّا نسميه.. ولمّا قرايبنا زارونا من بيروت صار (البنّور)(كلّة)... صدقوني حسّيت كأنّي لقيت شي كنز.. دمعت عيوني وكتبت(للبنّور) كم سطر نابعين من قلبي إللي تركته معلّق عا تينة جدّي الشتوانية براس الحكورة.

وهالكم سطر سميتهم:

        كنز من إيّام الطفولة

بقلبك ثلاث ألوان يا بنّور         فرحان بشوفتك بعد ما كنت مقهور

إسرق من العمر وصّلت عالستّين         رجّعني طفل صغير : ولد مغرور

مفتكر هالدني وحدو بيملكها        بيجهل إنها فانية كل العصور

مثل كنز حملتك يا أغلى حبيب         شمّيت فيك ريحة الأرض والبخّور

وسمعت موسيقى من حناجر حساسين         حنّيت للأكواخ العمّروا محلها الدور

تأخّرت كثير... صعب إلعب معك         زمان ... مثل دولاب حولك دور

واليوم بدّي وقت تا اُطلع وإنزل        لوحدي ما عندي رفاق والقلب مهجور

ذكّرتني بالسهل بالنبع بالتينات         براعي بيعزف أجمل الألحان من زمّور

بدخنة الكاز وشحتار أسود        بيعبقو عند... ما ولّع البابور

ويا محلى الدفا بإيّام الشتي        وستّي تخبز البقعات عالتنّور

وإدهن البقعة من عسلات جدّي         الناطر قفيرو خايف من الدبّور

بتمنّى كنت إ بقى خيال صحرا        أو يوكلوني عا كل الزرع ناطور

أو شي خرقة عليها ريحة الأحباب         أو شروال جدّي عالحبل منشور

يا ليت خلصت إيّامي معك         أو بقيت برحم إمّي وما شفت النور