"لبّيك يا حسين"
في أيام عاشوراء يردد الحسينيون الأطهار بنداء عالٍ وبصوت واحد، "لبّيك يا حسين، لبّيك يا حسين". المناصر لهذة الأصوات والمدرك للنداء يشعر بالفخر. والمعادي لها يشعر بالخزي والقهر والتجبّر، ويبدأ بوصف أصحابها بأنهم كفار وخارجين عن الدين لإنهم قالوا لبّيك لإنسان. وفي عرفهم المحدود الفكر، قول لبّيك للإنسان هو شرك بالله.
إذن، ما هو الصحيح؟ هل لفظ لبّيك يا حسين في عاشوراء أو في أي مكان أو زمان هو فضيلة لقائله، أم شرك صريح بالله جلا وعلا؟
لمعرفة الجواب الصحيح لهذا الأمر، لا بد لنا من إدراك ماذا تعني كلمة لبّيك.
لبّيك ككلمة لها عدة معاني، منها، التوجه إلى، والسمع والطاعة، وأنت المقصد والثناء إليك وعليك. هذة فقط بعض معاني كلمة لبّيك.
على صعيد المثال، عندما نقول لبّيك يا الله، بإختصار نحن نتوجه إلى الله ونقول له سمعاً وطاعة ياالله لما أمرتنا. وثنائنا وشكرنا هو لك يا خالقنا. التعبير هنا يرجع إلى الله بما له علينا من واجبات ضمن أدبيات العبادة.
لكن، عندما نقول، لبّيك يا حسين، فنحن نتوجه إلى الإمام المظلوم الطاهر مجدّد دين نبينا محمّد، صَلِّ الله عليه وسلم ونقول له، نعم يا إمامنا سمعاً وطاعة، نحن نلبّي ندائك الأتي إلينا من عاشوراء الأمس، ألا من ناصر ينصر أبا عبدالله، فندائنا هو،
لبّيك يا حسين، لبّيك يا أبن الصدّيقة فاطمة عليها السلام، لبّيك يا أبن إمام المتقين، علي عليه السلام، لبّيك يا سيد شباب أهل الجنة، لبّيك يا أخ الحسن المجتبى عليه السلام.
لبّيك هنا تعني سمعاً وطاعة يا إمامنا. ها نحن هنا نلبّي ندائك يا حسين عليك السلام ولو بعد حين.
هذا ما نعنيه بندائنا عالياً عندما نقول لبّيك يا حسين.
يا لطفاء العقول إرحموا الأمة من جهلكم وتزمّتكم.
وأخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
تعليقات: